«قفزة تاريخية» الذهب في مصر يرتفع بفعل تصعيد الشرق الأوسط

ارتفع سعر الذهب العالمي ليسجل أعلى مستوياته منذ قرابة شهرين، ويعزى هذا إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط مع تنفيذ الكيان الصهيوني ضربات عسكرية على إيران. هذا الحدث الطارئ أثار مخاوف المستثمرين وعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن، مما انعكس على أداء الأسواق المالية العالمية ورفع أسعار الذهب محليًا وعالميًا.

تصاعد التوترات وتأثيرها على سعر الذهب العالمي

التوترات الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط حولت أنظار المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن وسط هذه الأوضاع المتوترة، حيث صعد سعر الأونصة إلى 3444 دولار بعد أن افتتح التداول عند 3383 دولار، ليضاف أكثر من 1% إلى قيمته خلال يوم واحد فقط. مع هذا الارتفاع الكبير، تبلغ مكاسب الذهب هذا الأسبوع نسبة 3.5%، مما يجعله قريبًا من تسجيل أرقام قياسية جديدة قد تتجاوز 3500 دولار للأونصة.

التصعيد لم يتوقف عند حدود إيران والكيان الصهيوني، بل زاد القلق من إمكانية إغلاق مضيق هرمز، وهو ما يهدد بحدوث أزمة في إمدادات النفط العالمية. هذه المخاوف كانت من العوامل الرئيسية التي دفعت الذهب لتحقيق مكاسب إضافية، حيث لجأ المستثمرون لتعزيز محافظهم المالية بالذهب تجنباً للمخاطر المحتملة.

عوامل محلية تدعم ارتفاع سعر الذهب

محليًا، شهد سعر الذهب في مصر قفزة كبيرة مع بداية هذا الأسبوع، حيث ارتفع الذهب عيار 21 الأكثر انتشارًا إلى 4795 جنيه للجرام بعد أن كان 4780 جنيه في بداية اليوم، مسجلًا زيادة قدرها 70 جنيهًا. يعزى هذا الارتفاع إلى عاملين رئيسيين هما: القفزة الكبيرة في أسعار الذهب عالميًا وعودة سعر صرف الدولار للارتفاع مقابل الجنيه المصري.

فيما يلي قائمة بأهم العوامل التي أثرت محليًا على سعر المعدن النفيس:

  • ارتفاع سعر أونصة الذهب عالميًا إلى أعلى مستوى منذ شهرين
  • زيادة سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية
  • اعتماد تسعير الذهب المحلي على أسعار الذهب العالمية وسعر الدولار
  • تزايد المخاوف من استمرار التصعيد الجيوسياسي وتأثيره على الاقتصاد العالمي

يُلاحظ أن المستثمرين المحليين يتجهون إلى شراء الذهب، ليس فقط لتأمين أموالهم من مخاطر التضخم، ولكن أيضًا لتفادي تذبذب أسعار الصرف وتأثيره على السوق.

توقعات أسعار الذهب خلال الفترة القادمة

مع استمرار التصعيد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، يتوقع المحللون زيادة الطلب العالمي على الذهب، سواء كملاذ آمن أو كأداة لمواجهة التضخم المتوقع نتيجة ارتفاع أسعار النفط. هذه العوامل قد تدفع الذهب عالميًا لاختراق مستويات جديدة قريبة من 3500 دولار للأونصة.

أما على الصعيد المحلي، فإنه من المتوقع أن يستمر سعر الذهب في مصر في الارتفاع، مدفوعًا بعاملين رئيسيين: استمرار ضعف الجنيه أمام الدولار وارتفاع الطلب الداخلي. الجدول التالي يوضح مقارنة بين أسعار الذهب خلال الأيام الأخيرة:

اليوم سعر الذهب عيار 21 سعر أونصة الذهب عالميًا
الأربعاء 4700 جنيه 3400 دولار
الخميس 4780 جنيه 3424 دولار
الجمعة (حاليًا) 4795 جنيه 3444 دولار

تشير هذه البيانات إلى أن الذهب محليًا وعالميًا يسجل حالة من الزخم الصاعد، مدفوعة بالتغيرات السياسية والاقتصادية الحاصلة.

التوقعات تشير إلى أن الأسواق ستزيد من التركيز على تطورات الأوضاع في المنطقة، خاصة مع التخوف من تصعيد أكبر قد يؤثر على الإمدادات النفطية العالمية وعلى استقرار المنطقة ككل.