«تحركات مثيرة» إيران تعيد تشكيل قيادتها العسكرية بعد الغارات الإسرائيلية

إيران تعيد تشكيل قيادتها العسكرية بعد الغارات الإسرائيلية: تغييرات تطال الحرس الثوري وهيئة الأركان

في ظل التطورات الأخيرة على الساحة الإقليمية، تتجه الأنظار نحو إيران التي باتت في مرحلة إعادة هيكلة كبرى داخل منظومتها العسكرية، إذ شملت التعيينات الجديدة كافة المناصب القيادية الحساسة في الحرس الثوري وهيئة الأركان العامة، وذلك بعد غارات إسرائيلية مكثفة استهدفت مواقع استراتيجية وأدت إلى مقتل عدد من كبار القادة العسكريين في البلاد.

ما وراء التغييرات في الحرس الثوري الإيراني؟

من ضمن التعديلات الرئيسية التي أعلنت عنها إيران، جاء تعيين اللواء محمد باكبور قائدًا جديدًا للحرس الثوري بعد رحيل اللواء حسين سلامي الذي قُتل خلال غارات إسرائيلية طالته في الساعات الأولى من الهجوم على منشآت حيوية، خطوة تعكس سعي القيادة الإيرانية إلى تعزيز صفوفها بقادة ذوي خبرة لمواجهة التحديات المتزايدة، وقد نالت هذه التعيينات اهتمامًا واسعًا لما لحرس الثورة من دور محوري في الهيمنة الأمنية داخل البلاد وخارجها

اللواء محمد باكبور، الذي كان يشغل سابقًا منصب قائد القوة البرية ضمن الحرس الثوري، تمت ترقيته إلى هذا المنصب الجديد في خطوة تحمل إشارات تعكس اعترافًا بدوره الاستراتيجي وقدرته القيادية، إذ يشكل الحرس الثوري العمود الفقري للجيش الإيراني وأحد أهم الركائز في حماية النظام

تعيينات جديدة في هيئة الأركان العامة

لم تقف التغييرات عند الحرس الثوري فقط، إذ تم تعيين اللواء الركن عبدالرحيم موسوي رئيسًا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، ليحل محل الفريق الركن محمد حسين باقري الذي راح ضحية الهجمات الإسرائيلية، ويتمتع موسوي بباع طويل في المواقع القيادية، وهو ما جعله الخيار الأنسب في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب قيادة ذات رؤية استراتيجية لمجابهة التحديات التي تفرضها الأوضاع الإقليمية

المناصب القيادية الجديدة شملت أيضًا اللواء علي شادماني، الذي تم تعيينه قائدًا لمقر “خاتم الأنبياء” المركزي، وهي مهمة لم تكن سهلة في ظل الضغوط المتزايدة التي تواجهها إيران على مختلف الأصعدة العسكرية والسياسية

ردود الفعل الإيرانية: تحرّكات ومواقف

ترافقت هذه التعديلات القيادية مع تصريحات حادة أطلقها المرشد الأعلى علي خامنئي الذي وصف الغارات الإسرائيلية بأنها “اعتداء سافر” على سيادة إيران، وأكد أن الرد سيكون “قاسيًا ومؤلمًا”، تأتي هذه التهديدات لتزيد الطين بلة في ظل توتر متزايد بين الطرفين

وفي إطار الانتباه لضمان الجاهزية الدفاعية، شدد خامنئي في مرسومه الرسمي لتعيينات القيادات الجديدة على ضرورة الاستفادة من الخبرة القيادية وتعزيز التعاون بين مختلف أفرع الجيش، فيما يُنظر إلى هذه المجريات بوصفها محاولة لاحتواء الآثار الكارثية للضربة الإسرائيلية الأخيرة

  • إسرائيل تعتبر الضربات نجاحًا استراتيجيًا فيما يتعلق بإضعاف القيادة الإيرانية
  • إيران تحاول استعادة توازنها من خلال تعيين قادة بعقلية جديدة
  • تصعيد محتمل للأوضاع إذا كررت إسرائيل هجماتها مستقبلاً
  • خطاب خامنئي الأخير مؤشر على عزم إيراني لاتخاذ خطوات قوية
القائد العسكري المنصب الجديد سبب التعيين
محمد باكبور قائد الحرس الثوري خلفًا لحسين سلامي الذي لقي حتفه
عبدالرحيم موسوي رئيس هيئة الأركان العامة بديلاً لمحمد حسين باقري
علي شادماني قائد مقر خاتم الأنبياء خلفًا لغلام علي رشيد

مع استمرار الغموض الراهن في الشرق الأوسط، تبدو إيران في حاجة ماسة إلى هذه التغييرات لتعزيز دفاعاتها ومواجهة الضغوط المتزايدة، والمفارقة الأساسية هنا أن القضاء على قادة رئيسيين لم يمنع إستراتيجية الرد، بل يبدو أنها دفعت طهران لتكثيف جهودها وتحريك قطع الشطرنج بأسلوب ديناميكي يضمن بقاءها في موقف القوة