الدولار يحلّق عاليًا.. صدمة في الأسواق العراقية بعد قفزة جديدة بسعر الصرف أمام الدينار والغلاء يعود بقوة

يتابع المواطن العراقي عن كثب تغيرات سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي بشكل يومي، خاصة في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار التي تسيطر على السوق المالي في البلاد؛ إذ يعكس هذا التذبذب المتواصل وضعًا اقتصاديًا هشًا يرتبط بأزمات متعددة تعصف بالواقع المعيشي وتؤثر بشكل مباشر على أسعار السلع والخدمات الأساسية في الأسواق المحلية

سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي يعود للارتفاع

شهد سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي اليوم الجمعة 13 يونيو 2025 ارتفاعًا جديدًا في الأسواق الموازية، حيث سجلت بورصة الكفاح والحارثية سعر 141,700 دينار لكل 100 دولار أمريكي، فيما تجاوزت أسعار البيع في محال الصيرفة 142,750 دينار، بينما استقر سعر الشراء عند 140,750 دينار لكل 100 دولار؛ هذا الفارق بين السوق الرسمية والموازية يعكس استمرار التحديات المالية التي تواجه الحكومة العراقية ويؤكد غياب السيطرة الكاملة على سوق الصرف

ويعتبر هذا التذبذب الحاد في سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي أحد أبرز المؤشرات على عمق الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، خاصة أن السوق الموازي أصبح الملاذ الأساسي لتجار العملة والمستوردين في ظل القيود المفروضة على التعاملات الرسمية

أسباب اضطراب سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي

يرجع الاقتصاديون تكرار اضطراب سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي إلى مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية التي تشمل:

• تراجع احتياطي العراق من العملة الصعبة خلال الأشهر الماضية
• عدم فعالية تدخلات البنك المركزي في ضبط السوق
• تصاعد التوترات السياسية والأمنية التي تؤثر على ثقة المستثمرين
• الإجراءات الحكومية المتكررة التي تفتقر للاستمرارية مثل تقنين بيع العملة أو الحد من التحويلات الخارجية

ورغم محاولات السيطرة، إلا أن الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق تبقى قائمة، ما يزيد من تعقيد المشهد ويؤثر سلبًا على الدورة الاقتصادية بشكل عام

ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي وتأثيره على المواطن

لا يقتصر تأثير ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي على المعاملات المالية فقط، بل يمتد ليشمل الجوانب المعيشية كافة، إذ ينعكس مباشرة على أسعار المواد الغذائية، السلع الأساسية، والأدوية؛ ما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل كبير ويثقل كاهل الأسر محدودة الدخل

ويتجسد هذا التأثير في النقاط التالية:

1. ارتفاع أسعار السلع المستوردة التي تعتمد على الدولار في تسعيرها
2. زيادة تكلفة النقل والخدمات اللوجستية المرتبطة بالتجارة الخارجية
3. اضطراب سلاسل التوريد نتيجة عدم استقرار سعر الصرف

وفي ظل هذه التحديات، يطالب المواطنون بخطط إصلاح اقتصادية حقيقية تشمل:

• دعم الاحتياطي النقدي من خلال تنشيط الصادرات
• استقرار السياسة النقدية وتعزيز أدوات البنك المركزي
• تعزيز ثقة السوق بالنظام المصرفي والمؤسسات المالية

من الواضح أن سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي سيبقى محل مراقبة دقيقة من المواطنين والتجار على حد سواء، ولا يمكن تحقيق الاستقرار إلا عبر خطوات شاملة تدعم السوق وتعيد الثقة إلى النظام المالي، في وقت يتطلع فيه الجميع إلى قرارات جريئة تعيد التوازن المفقود