«عملية نوعية» اغتيال علماء الذرة الإيرانيين يثير الجدل حول البرنامج النووي

إسرائيل تستهدف نخبة من علماء الذرة الإيرانيين وتغتال أبرز قيادات البرنامج النووي، لتُحدث ضجة دولية واسعة بأبعادها الأمنية والسياسية، العملية التي وُصفت بأنها تصعيد خطير قد يقلب الموازين في الشرق الأوسط جاءت في ظل توترات مستمرة بين تل أبيب وطهران بمحيط ملفات تمتد من النووي إلى الصراعات الإقليمية وسباق النفوذ العسكري والسياسي.

تفاصيل العملية وأبرز الشخصيات المستهدفة

في فجر يوم الجمعة، نفّذت إسرائيل عملية نوعية أُطلق عليها اسم “الأسد الصاعد”، مستهدفة نخبة من العقول التي شكلت نواة حقيقية للمشروع النووي الإيراني، وأسفرت الغارات عن مقتل نحو عشرة علماء، بينهم شخصيات بارزة مثل فريدون عباسي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية، إلى جانب عبد الحميد مينوشهر وأحمد رضا ذو الفقاري، مما يعكس إعدادًا دقيقًا للعملية عبر استهداف شخصيات كانت لاعبين رئيسيين بتطوير البرامج النووية الإيرانية.

التقارير الإيرانيّة أشارت إلى أن الضربة لم تترك فقط أثرًا بشريًا، بل أيضًا استهدفت مواقع حساسة في العاصمة طهران ومدن أخرى، حيث كشفت أن القتلى لم يكونوا عشوائيين؛ ما حدث كان تصويبًا مباشرًا لمشاريع إيران النووية الأكثر تطورًا، وسط اتهامات لطهران بالتوسع في تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مقلقة.

عمليات اغتيالات سابقة لعلماء إيرانيين بارزين

لا تُعتبر هذه الحادثة استثناءً في سياق طويل من الاستهدافات الموجّهة لمفاصل البرنامج النووي الإيراني، إذ شهدت الفترة ما بين 2010 و2020 سلسلة اغتيالات دقيقة أسفرت عن مصرع أربعة علماء، منهم مسعود علي محمدي الذي قُتل بواسطة تفجير عبوة عن بُعد ومجيد شهرياري الذي استهدف بعبوة لاصقة وضعت في سيارته.

الأمر المثير أن كافة الاغتيالات السابقة استخدمت وسائل مبتكرة، كالقنابل المغناطيسية أو عمليات إطلاق نار مُتقنة تحت أعين أنظمة الأمن الإيرانية، مما شكك في قدرة طهران على حماية الكوادر العلمية داخل أراضيها، وهو الأمر الذي سيؤثر بلا شك على معنويات العلماء العاملين في مشاريعها الحساسة.

ردود الفعل الإقليمية والدولية على استهداف علماء إيران

الهجوم الأخير يفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات عن رد فعل إيران، حيث لم تُصدر أي بيان رسمي حتى الآن، إلا أن تقارير إعلامية مقربة من الحرس الثوري الإيراني هدّدت بما أسمته “الرد المدوي”. هذا التوتر يثير صدى عالميًا ويزيد المخاوف من تصعيد إضافي، خاصة أن إسرائيل وإيران باتتا تخوضان مواجهة شبه مفتوحة على مختلف الجبهات، سواءً من خلال الضربات الجوية في سوريا أو الهجمات السيبرانية المتكررة.

الطرف المتابع للحدث يلاحظ أن أوروبا والولايات المتحدة تقف موقف المراقب القلق لما يحدث، حيث يُرجح أن تكون هذه الاستهدافات جزءًا من استراتيجية مواجهة غير مباشرة هدفها تقويض فرص طهران في تطوير قنبلة نووية، لكن السؤال هنا: هل يمكن أن يتحول هذا الصراع الخفي إلى مواجهة شاملة؟

مقارنة استهدافات العلماء النوويين خلال العقدين الماضيين

الفترة الزمنية أبرز العلماء المستهدفين طريقة الاستهداف
2010-2012 مسعود علي محمدي، مجيد شهرياري تفجير عبوات عن بُعد، قنابل مغناطيسية
2018-2020 محسن فخري زاده كمين واستخدام أسلحة متطورة
2023 فريدون عباسي وأحمد رضا ذو الفقاري غارات جوية مركزة
  • أثبتت الأحداث أن إسرائيل قادرة على تنفيذ عمليات ميدانية في عمق إيران
  • تاريخ الهجمات يعكس تزايد تعقيد الوسائل المستخدمة
  • محاولة إيران لرفع مستوى الأمن الداخلي لم تمنع تسريبات أمنية كبيرة

كل هذه التطورات تحمل تنبؤات بثقل الأيام المقبلة، ربما يكون الرد الإيراني هذه المرة بحجم كبير يتردد صداه عالميًا.