«تطور مفاجئ» أول اتصال بين وزيري خارجية أمريكا وروسيا بعد تصريحات ترامب

في تطور دبلوماسي بارز، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء عن إجراء اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف، وذلك في ظل التوترات المتصاعدة بين واشنطن وموسكو بسبب الأزمة الأوكرانية وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة التي وصف فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه “يلعب بالنار”.

محتوى الاتصال وأهم النقاط المتبادلة

خلال الاتصال، جدد روبيو تأكيد دعوة الرئيس ترامب للحوار البناء والصريح مع أوكرانيا، مؤكدًا أن هذا المسار هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الحالي في المنطقة، كما أشاد روبيو بعملية تبادل أسرى الحرب التي جرت بين روسيا وأوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، واعتبرها خطوة إيجابية على طريق تخفيف التوترات، وأبرز الوزير الأمريكي أهمية الحد من التصعيد العسكري الذي يهدد الأمن والاستقرار العالمي، مشيرًا إلى أن العالم يتابع بقلق تصاعد الأعمال القتالية وتأثيرها الخطير على المدنيين والبنية التحتية، كما أكد الطرفان أهمية تعزيز المسار الدبلوماسي لإيجاد حلول جذرية للأزمة.

• ضرورة وقف إطلاق النار الفوري في المناطق الأكثر تضررًا
• التأكيد على تبادل المعلومات حول المبادرات الإنسانية
• إطلاق مزيد من جولات التفاوض المباشرة بين الأطراف المعنية

تصريحات ترامب وتأثيرها على العلاقات

يأتي هذا الاتصال في وقت يتزايد فيه إحباط ترامب من تصرفات بوتين، خاصة بعد تصاعد الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية، ما دفع ترامب إلى توجيه تحذير حاد بوصف بوتين بأنه “يلعب بالنار”، في إشارة إلى المخاطر الكبيرة التي قد تنجم عن استمرار النزاع، وأوضح ترامب في كلمة له أن الأشهر المقبلة ستكشف نوايا الجانب الروسي، وهل سيكون هناك جدية في إنهاء الحرب، حيث عبر عن قلقه من عدم وجود خطة واضحة حتى الآن من قبل الكرملين، على النقيض، أكد الجانب الروسي أنه ملتزم بالبحث عن تسوية سياسية ولكن بشرط مراعاة “مصالح موسكو الاستراتيجية”، مما يظهر أن الهوة بين مواقف الطرفين لا تزال واسعة.

جولات المفاوضات القادمة بين روسيا وأوكرانيا

في سياق آخر، أعلنت روسيا عن استعدادها لعقد جولة جديدة من المفاوضات مع أوكرانيا في مدينة إسطنبول، حيث تتوقع الأطراف الدولية أن تسفر هذه الخطوة عن رؤية أوضح بشأن المستقبل السياسي للأزمة، تأتي هذه الخطوة بعد مبادرات متعددة لم تنجح في تقريب وجهات النظر، حيث يشترط كل طرف تقديم تنازلات كبيرة للآخر، وتجدر الإشارة إلى أن تركيا تلعب دور الوسيط النشط بين الطرفين بهدف تحقيق اختراق في هذا النزاع الطويل.

في ضوء هذه التطورات، يبدو أن الأزمات الدولية باتت أكثر تعقيدًا، حيث تظل الأطراف المعنية منشغلة بتحقيق مكاسبها على الأرض بدلًا من التركيز على إيجاد حلول تضمن الاستقرار، ويبقى المراقبون في انتظار معرفة مدى نجاح الوساطات الدولية في طي صفحة هذا الصراع الممتد سنوات.