«صدمة كبرى» أزمة تصنيع تهدد أوروبا بسبب قيود الصين على المعادن

حذرت غرفة التجارة الأوروبية في الصين من أزمة جديدة تتعلق بالقيود التي فرضتها الصين على تصدير المعادن الأرضية النادرة، هذه المعادن تعتبر ضرورة قصوى في صناعة السيارات الكهربائية والإلكترونيات والمعدات العسكرية، مما يهدد استمرارية الإنتاج في المصانع الأوروبية، ويدق ناقوس خطر يدعو لإيجاد حلول عاجلة لتفادي تأزم الوضع أكثر.

أسباب القيود الصينية على تصدير المعادن

القيود المفروضة من الصين جاءت نتيجة تصاعد التوترات التجارية بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، الصين تعتمد على هذه المعادن كورقة ضغط مقابل التعريفات الجمركية التي فرضتها أمريكا وشركاؤها، حيث تم تقييد تصدير 7 عناصر رئيسية ومغناطيسات تُستخدم في الصناعة الثقيلة والحديثة، هذه الخطوة جاءت لتعزيز سيطرتها كأكبر مُصدر لهذه المواد في العالم، والخروج من النزاعات التجارية بمزيد من النفوذ.

انعكاسات الأزمة على المصانع الأوروبية

تعاني الصناعة الأوروبية حاليًا من اضطرابات حادة أرجعها الخبراء إلى نقص المعادن النادرة التي تستخدم في مختلف القطاعات الإنتاجية، رئيس غرفة التجارة الأوروبية في الصين، ينس إيسكيلوند، أكد أن الشركات الأوروبية تكاد تنفد مخزوناتها من المواد الأولية المستخدمة في التصنيع، مما يعرّض القطاعات الصناعية لاهتزازات محتملة إذا لم تتحرك الجهات المعنية بسرعة، ومن المتوقع أن تواجه الشركات في القطاعات التالية الصعوبات الأكبر:

  • صناعة السيارات الكهربائية، وخاصة المكونات المغناطيسية الحساسة
  • الإلكترونيات الدقيقة المستخدمة في أجهزة الحواسيب والهواتف الذكية
  • الصناعات العسكرية التي تعتمد على التقنية المتقدمة

تعقُّد هذه الأزمة يشكل تهديدًا مباشرًا لسلسلة التوريد وتأثيرات سلبية قد تصل إلى تعطيل خطوط إنتاج رئيسية، وهو ما دفع الشركات الأوروبية إلى السعي لإيجاد بدائل مستعجلة، سواء من حيث البحث عن موردين آخرين أو تعزيز الشراكات الدبلوماسية.

أزمة التصاريح الجمركية وتأخير الحلول

على الرغم من التوصل لاتفاق بين الصين وأمريكا لتعليق بعض الرسوم الجمركية، إلا أن تراخيص تصدير المعادن الأرضية النادرة لا تزال أزمة مستقلة تواجه الصناعات الأوروبية، سبب الأزمة هو التباطؤ في معالجة طلبات التصدير التي باتت تشهد تراكمًا خانقًا، الجدول التالي يوضح بعض التحديات المتعلقة بالتصاريح والوقت المتوقع لحلها:

أزمة/عامل الوضع الحالي الوقت المتوقع للحل
تراكم طلبات التصدير مرتفع جدًا يتراوح من 3 إلى 6 أشهر
السلاسة الجمركية مُعطلة جزئيًا يحتاج إلى تدخل سياسي ودبلوماسي

هذا التعقيد يُولد تحديًا مضاعفًا للدول الأوروبية، حيث باتت الحاجة مُلحة إلى إعادة النظر في استراتيجيتها تجاه اعتماد الصناعات على الإمدادات الصينية وما يترتب عليها من تكاليف وتأخيرات.

إمكانيات التعاون بين أوروبا والصين للخروج من الأزمة

تبحث الدول الأوروبية بشكل متزايد عن حلول مستدامة لضمان التدفق المستمر للمعادن النادرة، من بين الخيارات التي يمكن اتباعها:

  • زيادة استقلال القطاع الصناعي من خلال تطوير مناجم بديلة داخل الأراضي الأوروبية لتقليل الاعتماد على الصين
  • تعزيز التعاون الدبلوماسي بين الصين وأوروبا بغية الوصول إلى حلول مرضية للجانبين تحافظ على استقرار الاقتصاد العالمي
  • استثمار المزيد في البحث العلمي لتطوير تقنيات ابتكارية تساعد في الاستعاضة عن المعادن النادرة في الصناعات الحساسة

بينما يظل المستقبل مجهولًا، تحتاج الصناعات الأوروبية إلى تحرك عاجل لضمان استمراريتها في ظل استمرار القيود الصينية، حيث سيكون لإنهاء الأزمة تأثير كبير على استقرار الاقتصاد الأوروبي والسياسات التجارية بين القارات.