«تحذير عاجل» إسرائيل تأمر بإخلاء مستشفى العودة وسط مأساة صحية بغزة

أصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمرًا عاجلًا ظهر اليوم بإخلاء مستشفى العودة الواقع في منطقة تل الزعتر شمالي قطاع غزة، في خطوة تصعيدية جديدة تستهدف البنية التحتية الصحية في القطاع المحاصر، هذا المستشفى الحيوي يؤوي داخله أكثر من 190 شخصًا، من بينهم أطباء وممرضون ومرضى وجرحى، ما يجعل قرار الإخلاء تهديدًا مباشرًا لحياة هؤلاء جميعًا.

العدوان الإسرائيلي يهدد الخدمات الصحية الأساسية

تبنت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية سياسة ممنهجة لضرب الخدمات الصحية في قطاع غزة، لكن قرار إخلاء مستشفى العودة الآن يشكل ذروة هذا التصعيد، إذ يعد المستشفى أحد أبرز المراكز الطبية التي تقدم الرعاية الصحية لعدد كبير من المواطنين، وخصوصًا في ظل ارتفاع عدد الإصابات جراء القصف المتواصل، كما أن المستشفى يقدم خدمات طبية حيوية تشمل العمليات الجراحية الدقيقة ورعاية الأطفال والنساء.

الجزء المأساوي في هذا المشهد أن التحرك لإخلاء المستشفى لم يأتِ بوصفه تحركًا استباقيًا أو وقائيًا لتوفير الحماية، بل هو استمرار مباشر لاستهداف البنية التحتية الصحية في غزة، فإدارة المستشفى تلقت إنذارًا دون توفير بدائل آمنة أو تحديد ممرات إنسانية لضمان إخلاء الأطباء والمرضى بسلام، بينما يعاني القطاع الصحي بالفعل من نقص كبير في الأدوية والمعدات الطبية الضرورية، فضلًا عن انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه دائم.

الآثار المباشرة للقصف المستمر على مستشفى العودة

جاء قرار الإخلاء بعد تعرض مستشفى العودة ومحيطه لعمليات قصف متكررة، حيث تعرضت المنطقة لهجمات جوية وصاروخية في الأيام الماضية، مما أدى إلى أضرار مباشرة في المبنى وأثر ذلك بشكل كارثي على قدرة الفرق الطبية على أداء مهامها، ومن المعروف أن قوانين الحروب واتفاقيات جنيف تحظر تمامًا استهداف المستشفيات بأي شكل من الأشكال، لكن مع ذلك تتواصل الانتهاكات في قطاع غزة.

تعمل الكوادر الطبية في هذا الوضع الخطير تحت تهديد مباشر، حيث يُحرم المرضى والجرحى من أبسط حقوقهم في الرعاية، وقد دفع الاستهداف الممنهج العديد من الكوادر الطبية إلى مغادرة القطاع بالكامل أو التوقف عن العمل، مما يزيد من أزمة القطاع الصحي سوءًا، بينما يبقى المصابون في العراء بانتظار معجزة تنقذ حياتهم.

إحصائيات مفجعة لضحايا العدوان المستمر

وفقًا لإحصائيات موثوقة من وزارة الصحة في غزة، فقد تجاوز العدد الإجمالي للقتلى والمصابين منذ بدء التصعيد الأخير أرقامًا خيالية، إذ سجلت التقارير أكثر من 54,249 شهيدًا و123,492 جريحًا، وبالنظر إلى الأشهر الأخيرة فقط، أظهرت البيانات أن عددًا مهولًا من المدنيين لقوا مصرعهم تحت الأنقاض أو نتيجة افتقار المستشفيات إلى القدرة على تقديم الرعاية المطلوبة، تلك الأرقام تكشف مدى فداحة الكارثة الإنسانية المستمرة.

على سبيل المثال، في الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط، خسر 67 شخصًا حياتهم، بينهم نساء وأطفال، بينما تم نقل ما يقرب من 184 مصابًا إلى مراكز طبية أخرى، هنا تكمن المأساة في أن هذا كله يحدث في منطقة تعتبر هي الأكثر اكتظاظًا بالسكان على مستوى العالم، ما يصعّب نقل المصابين إلى جهات أخرى ويضاعف من عجز المنظومة الصحية.

تطورات ميدانية وإجراءات إنقاذ محدودة

الجدول التالي يوضح الإحصائيات الرئيسية لضحايا الأيام الثلاثة الماضية:

وفي ظل هذه الأزمة الخانقة، تحاول فرق الإنقاذ استغلال أي فرصة للوصول إلى المناطق المستهدفة، لكن مع استمرار القصف وانعدام ممرات آمنة لإجلاء المصابين، تبقى الحياة مهددة بشكل يومي، إذ تشير تقديرات الجهات الدولية إلى أن آلاف المدنيين لا يزالون محاصرين تحت الأنقاض دون أي إمدادات طبية أو مساعدات غذائية.

كيفية معالجة الأزمة الإنسانية الحالية

لحل هذه الأزمة أو على الأقل التقليل من تداعياتها، هناك عدد من الخطوات الضرورية، التي لابد من العمل عليها بشكل عاجل:

• الدعوة لإنشاء ممرات إنسانية آمنة لإجلاء المرضى والمصابين والمدنيين بشكل عام
• دعم النظام الصحي في غزة عبر إرسال شحنات طبية عاجلة وتوفير الطاقة البديلة
• تدخل المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية في المناطق المدنية
• تعزيز فرق الإنقاذ والمساعدات بشكل يمكنها من انتشال المزيد من الضحايا من تحت الأنقاض

إن بقاء الوضع على ما هو عليه سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث سيظل القصف مستمرًا والضحايا في ازدياد، ما لم تتحرك الأطراف الدولية بحزم لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية