«سر خطير» طائرة حمير اليمنية تحت مرمى إسرائيل والحوثيون في دائرة الاتهام

الطائرة اليمنية "مملكة حمير": رمز حضاري تدمَّر في النزاع

الطائرة اليمنية "مملكة حمير" دخلت الخدمة عام 2023 كإحدى الإضافات الجديدة لأسطول الخطوط الجوية اليمنية، وهي تمثل رمزًا يؤكد عظمة الحضارات اليمنية القديمة، بعد أعوام من التحديات في قطاع الطيران باليمن، أضحت هذه الطائرة مثيرة للجدل بعد تعرضها للقصف الإسرائيلي، ما أثار ردود فعل غاضبة بين اليمنيين.

قصة الطائرة "مملكة حمير" وأهميتها التاريخية

تُعتبر الطائرة "مملكة حمير" لمسة حديثة تحمل اسمًا عريقًا يعود للحضارة الحميرية القديمة، التي سادت جنوب الجزيرة العربية لقرون، وقد تم انتخاب هذا الاسم تعبيرًا عن فخر الهوية والثقافة اليمنية، حيث جرى استحضار أمجاد الماضي بطريقة تعكس ارتباط الشعب بموروثه، لكن بعد عمليات الاختطاف التي قامت بها جماعة الحوثي، أصبحت هذه الطائرة في وضع خطر، لينتهي مصيرها مؤخراً تحت نيران الطيران الإسرائيلي، ما مثَّل ضربة للقيم التاريخية التي تمثّلها.

الحادث يأتي مع ذكرى مرور عام على استحواذ الحوثيين على نصف أسطول الخطوط اليمنية (ثماني طائرات سابقًا)، حيث اقتصر العدد منذ ذلك الحين على أربع طائرات فقط بما فيها "مملكة حمير"، وهي آخر طائرة انضمت لأسطول الشركة.

أسباب القصف الإسرائيلي وتأثيره على اليمن

الطائرات الإسرائيلية استهدفت الطائرة "مملكة حمير" ضمن سلسلة غارات جوية شملت أهدافًا مدنية أخرى، حيث تسببت هذه الهجمات بخسائر كبيرة تشمل أربعة طائرات مدنية ومنشآت صناعية، مثل مصنعين للإسمنت إلى جانب مطارات وموانئ حيوية، هذه الاستهدافات تعكس واقعًا معقدًا يرتبط بالنزاعات المستمرة والاستخدام العسكري لبعض المنشآت المدنية من قِبل المليشيا الحوثية.

اتهامات متعددة وُجهت للحوثيين بشأن تعريض الطائرة "مملكة حمير" لقصف متعمد بإهمال دورها المدني، إذ حملت الطائرة رمزًا قويًا يُذكر بماضي اليمن العريق، واستهانة الحوثيين بمثل هذه الرموز، إضافة إلى سوء استخدامها، قد يُعد بمثابة إهانة لتراث اليمن الثقافي والحضاري.

حقائق عن الطائرة "مملكة حمير" وما تُمثله

كما أظهرت الحادثة الأخيرة، فإن الطائرة لم تكن مجرد وسيلة نقل، بل كانت تحمل قيمة رمزية تضاف إلى تأثيرها الوظيفي، إليك أهم ما يُميزها:

  • تم شراؤها في عام 2023 كجزء من جهود دعم قطاع الطيران في اليمن.
  • حملت اسم “مملكة حمير” تقديرًا للحضارة التاريخية التي ازدهرت بشبه الجزيرة العربية.
  • كانت قادرة على خدمة الرحلات الإقليمية والدولية، مما يزيد من أهميتها ضمن الأسطول المتبقي للخطوط اليمنية.

مقارنة خسائر قطاع الطيران اليمني قبل وبعد التدخل الإسرائيلي

لنتناول مقارنة بسيطة بين وضع الخطوط الجوية اليمنية في الأعوام السابقة والحالية:

العنصر قبل 2015 بعد 2023
عدد الطائرات 8 طائرات 4 طائرات فقط (قبل حادثة القصف)
ظروف التشغيل عمل شبه منتظم توقف متكرر بسبب النزاعات
مستوى الأضرار أضرار طفيفة تدمير كامل بحادثة استهداف الطائرات

المستقبل المجهول للطيران اليمني

الأضرار الناجمة عن تدمير الطائرة "مملكة حمير" تطرح تساؤلات هامة حول مستقبل الطيران اليمني، فهل يمكن إعادة بناء هذا القطاع رغم الظروف السياسية والأمنية المتدهورة؟ وهل يمكن لليمن استعادة هويته الحضارية والحفاظ عليها ضمن هذه الأوقات الصعبة؟

تظهر مؤشرات إيجابية على نية العديد من الجهات المعنية، داخل اليمن وخارجه، تقديم مبادرات لدعم البنية التحتية وحماية الموروث الثقافي، ومع ذلك يظل النجاح مرهونًا بحلول سياسية مستدامة تحفظ الموارد البشرية والمادية من الاستغلال.

بالنهاية، تبقى "مملكة حمير" شاهدًا على صراع لن ينساه التاريخ، وسط تطلع اليمنيين إلى مستقبل أكثر إشراقًا لقطاع الطيران، وإحياء حضارة بلادهم من جديد.