«ترقب عالمي» النفط يقفز أكثر من 8% بعد الضربات الإسرائيلية على إيران

النفط يقفز أكثر من 8% بعد الضربات الإسرائيلية على إيران

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا قياسيًا بنسبة تجاوزت الـ8% في تداولات اليوم، وذلك إثر الضربات الجوية الإسرائيلية التي وقعت داخل الأراضي الإيرانية، هذا الصعود المفاجئ جاء كرد فعل طبيعي للأسواق العالمية التي تعيش حالة من التوتر بسبب التغيرات الجيوسياسية في المنطقة، مع توقعات باستمرار الصعود في حال بقاء التصعيد دون حلول واضحة.

الهجوم الإسرائيلي وتأثيره على أسعار النفط

تسبب الهجوم الإسرائيلي الأخير على مواقع إيرانية حساسة بتصعيد حدة الأزمة الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وهي خطوة أثرت مباشرة على الأسواق النفطية، وفقًا لمصادر مطلعة، أُطلقت الهجمات بسبب معلومات استخباراتية حول التهديدات الإيرانية المتزايدة للأمن الإسرائيلي، مما أدى لإجراءات أمنية إسرائيلية وحالة تأهب لا تزال قائمة حتى الآن، وبما أن منطقة الشرق الأوسط ينتج منها نسبة كبيرة من احتياطي النفط العالمي، فإن أي هجوم أو اضطرابات هنا تؤثر بشكل مباشر على أسعار السوق.

زيادة التوتر دفعت العديد من المستثمرين للإقبال على شراء النفط بوصفه ملاذًا آمنًا، فانعكس هذا الطلب على ارتفاع فوري في الأسعار، حيث بلغت نسبة الصعود في خام برنت 8.30% ليصل إلى 75.12 دولارًا للبرميل، بينما تجاوز خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 73 دولارًا للبرميل بعد زيادة 8.55%.

أبرز الإجراءات الإسرائيلية وتأهب طهران

عقب الضربات الجوية، أعلنت الحكومة الإسرائيلية حزمة من التدابير الطارئة، بما في ذلك تعليق الرحلات الجوية المحلية والدولية، وطلبت من المواطنين الالتزام بالمنازل والابتعاد عن التجمعات الكبيرة، بالتزامن مع انعقاد جلسة حكومية أمنية طارئة لبحث الخطوة المقبلة، حيث تم وضع قوات الدفاع الجوي الإسرائيلية في أقصى حالات التأهب لحماية المجال الجوي، على الجانب الآخر، لم تعلن إيران حتى الآن عن رد رسمي على هذه الهجمات، ولكن هناك مؤشرات على استعدادها للرد عبر وكلائها الإقليميين أو عبر خطوات مباشرة مما قد يزيد ضبابية الأجواء المستقبلية ليس فقط أمنيًا، ولكن اقتصاديًا أيضًا.

إليك النقاط الرئيسية حول الإجراءات الإسرائيلية الحالية:

• تعليق جميع الرحلات الخارجية لفترات مؤقتة
• تعزيز الدفاعات الصاروخية في مناطق متعددة
• فرض حظر التجوال في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية والمرتفعات

أثر التوترات على الأسواق العالمية

مع ازدياد التصعيد بين الطرفين، ظهرت تداعيات سريعة على الأسواق العالمية، حيث يُتوقع استمرار تقلبات الأسعار في ظل المخاوف المتزايدة بشأن استقرار الإمدادات النفطية، الجدول التالي يوضح الفرق بين أسعار النفط الرئيسية قبل الهجوم وبعده:

ومن المتوقع بحسب بعض المحللين الاقتصاديين أن استمرار الأزمة قد يؤدي لارتفاعات إضافية تصل بالأسعار إلى 90 أو حتى 100 دولار للبرميل خلال الأسابيع القادمة، خاصة إذا تبنت إيران هجمات انتقامية أو قررت تقليص صادراتها النفطية.

موقف الولايات المتحدة ودعوات التهدئة

أكدت الولايات المتحدة أنها لم تشارك في العملية الإسرائيلية لكنها تم إخطارها بها فور تنفيذها، كما شدّدت على أهمية ضبط النفس من جميع الأطراف لتجنب التبعات السلبية الكبيرة، حيث صرح وزير الخارجية أن الولايات المتحدة ترى أن حماية الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط أمر بالغ الأهمية لما له من تأثير مباشر على المصالح الدولية، وفي حال حدوث مواجهة شاملة بين إسرائيل وإيران، فإن تداعيات ذلك ستؤدي إلى اضطرابات غير مسبوقة في أسواق الطاقة العالمية.

التحليلات تشير إلى أن العلاقات بين إيران وإسرائيل دائمًا ما كانت تدار على حافة الهاوية، لكن مثل تلك الضربات قد تكون شرارة لمواجهة أوسع في المستقبل القريب، وإذا لم تتوقف وتيرة التصعيد، فإن تأثيرها سيمتد إلى قطاعات أوسع وسيشمل الأمن الغذائي وسلاسل الإمداد العالمية، مما يزيد من الكلفة الاقتصادية على العالم أجمع.