«صراع مرير» هل تتحمل إسرائيل أم الحوثي الإجرام ضد المدنيين؟

قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسر اليافعي، في تدوينة نشرها اليوم الخميس الموافق 29 مايو عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، إن إسرائيل شنت غارة جوية على مطار صنعاء الدولي في ساعة متأخرة من ليلة أمس، دون أن تسفر هذه الضربات عن سقوط ضحايا مدنيين يمنيين. وفقًا لما أشار إليه اليافعي، فإن هذا الأمر يعد “مرضياً”، موضحاً أنه لا يتمنى أي خسائر في الأرواح بين المدنيين في أي وقت، بغض النظر عن الأطراف المتورطة أو الصراعات القائمة.

وأضاف اليافعي قائلاً: “السلامة هي ما نأمله للجميع. لا نريد أن يفقد أي شخص حياته نتيجة هذه الصراعات”، مؤكدًا رفضه القاطع للاعتداءات التي تطال المدنيين بأي شكل من الأشكال. هذا الرأي يأتي في سياق قصة النزاع الطويلة في اليمن والذي يُعد المدنيون فيه أكبر ضحاياه.

### مقارنة بالاعتداءات السابقة على مطار عدن
واصل ياسر اليافعي حديثه مشيراً إلى هجوم سابق نفذته جماعة الحوثيين واستهدف طائرات في مطار عدن الدولي، في وقت كان المكان مزدحماً بالمدنيين وأعضاء الحكومة الشرعية. وحسب اليافعي، فإن ذلك القصف الذي وقع حينها أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين الأبرياء، مما أثار موجة من الإدانات المحلية والدولية.

ويمثل الهجوم على مطار عدن مثالاً واضحاً على كيفية تعريض الجماعات المسلحة حياة المدنيين للخطر بشكل مباشر، في مشهد يعكس تصاعد العنف في اليمن واستهداف البنية التحتية الحيوية دون مراعاة لقواعد القانون الإنساني الدولي.

### الأهداف المدنية بين القانون الدولي وواقع النزاعات
الأهداف المدنية مثل المطارات والمستشفيات وحتى التجمعات البشرية الواسعة تعتبر محمية بموجب قواعد القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهدافها خلال النزاعات المسلحة، بغض النظر عن الأطراف المتصارعة. لكن، ومع ذلك، يعاني اليمنيون من انتهاكات مستمرة تخرق هذه المبادئ.

وفقاً للعديد من التقارير الحقوقية، فإن الأطراف المتصارعة في اليمن، سواء كانت جماعة الحوثيين أو القوات الأخرى، قد وجهت ضرباتها نحو أهداف تحتوي على تجمعات مدنية، مما أدى إلى توترات إضافية وإطالة أمد الصراع. وفي ظل هذا الوضع، يبقى الالتزام بالقوانين الدولية والانحياز للسلام ضرورة ملحّة.

### إسرائيل أم الحوثي؟ التساؤل المطروح
أشار اليافعي في نهاية تدوينته إلى سؤال استنكاري يتناول طبيعة الجريمة ومدى خطورتها على المدنيين، حيث قال: “من الأكثر إجرامًا، إسرائيل أم الحوثي؟”. ويوضح هذا التساؤل مدى التعقيد الذي يصاحب تقييم الأعمال القتالية المختلفة في سياق النزاعات التي تشهدها المنطقة.

### مقارنة التداعيات المختلفة لتلك الهجمات

الطرف الضالع نوع الهجمات الأضرار البشرية والمدنية ردود الأفعال الدولية
إسرائيل ضربات تستهدف المواقع الحيوية محدودة على المدنيين انتقادات حقوقية وتأييد حلفاء استراتيجيين
جماعة الحوثي هجمات صاروخية على مواقع مدنية عشرات القتلى من المدنيين استنكار دولي واسع

من خلال المقارنة في الجدول أعلاه، يظهر أن الأضرار تختلف بين الطرفين على عدة مستويات. لكن، يبقى التساؤل الرئيسي هو حول سبب استهداف المدنيين وأسباب استمرار هذه الأعمال في المنطقة.

### خطوات للحد من العنف ضد المدنيين
لضمان حماية المدنيين في المستقبل، يمكن اتخاذ خطوات مثل:
– تعزيز دور الأمم المتحدة في الضغط على الأطراف المتصارعة.
– دعم جهود المصالحة والسلام بشكل فعّال.
– ضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق الأكثر تضرراً.
– توثيق الانتهاكات ومحاسبة الأطراف المسؤولة وفقًا للقانون الدولي.

بينما قد لا يكون الحل سهلاً على المدى القريب، يبقى الأمل معلقاً على جهود السلام والتركيز على التخفيف من معاناة المدنيين. ويأمل الكثيرون في أن تشكل الأصوات المنادية بالسلام تغييراً فعلياً في بيئة الصراع.