في إنجاز أدبي يُعتبر محطة بارزة للأدب اليمني، نجحت رواية “وحي” للروائي والأكاديمي اليمني حبيب سروري في دخول قائمة أفضل خمسين رواية عربية في القرن الحادي والعشرين، وفق تصنيف نشرته صحيفة The National الإماراتية، وهو ما يمثل شهادة إضافية على قدرة الأدب اليمني على تجاوز الأزمات والصراعات، وفرض نفسه بقوة في الساحة الأدبية.
رواية “وحي” ورحلتها نحو العالمية
تُعد رواية “وحي” واحدة من أهم الأعمال الأدبية في العصر الحديث، إذ نجحت بفضل عمقها السردي وموضوعاتها الجريئة في حصد اعتراف واسع من النقاد والقراء على حد سواء. الرواية، التي صدرت عن دار الساقي عام 2018، تأخذ القارئ في رحلة فكرية وجودية تبدأ في مدينة سورينتو الإيطالية، وتنهض أحداثها بالاعتماد على رسالة غامضة تقود البطل غسان العثماني إلى رحلة استكشاف الذات والجذور.
تتناول الرواية قضايا جوهرية مثل التوتر بين الدين والعلم، والتقاطع بين الهوية والانتماء في زمن الانقسامات، بأسلوب فلسفي بارع يستحضر الواقع العربي في مَشهد مُعقد وسياسي مضطرب. بتناولها هذه القضايا، أثبتت الرواية أنها ليست مجرد عمل أدبي عابر، بل هو انعكاس للحالة الثقافية والاجتماعية التي يعيشها الإنسان اليمني والعربي اليوم.
رحلة حبيب سروري بين الأدب والعلم
لم يكن حبيب سروري مجرد كاتب روائي، بل هو نموذج للمبدع متعدد المواهب الذي يجمع بين المجالات العلمية والأدبية بكل براعة. بدأ مشواره العلمي عبر دراسات أكاديمية متقدمة في فرنسا حيث حصل على شهادات عليا في الفلسفة وعلوم الكمبيوتر من جامعات بارزة كالسوربون، مما جعله أحد الباحثين المرموقين في مجاله الأكاديمي.
مع ذلك، لم تمنعه حياته العلمية من ممارسة شغفه بالأدب، فكتب باللغتين الفرنسية والعربية وقدم أعمالًا كـ”تقرير الهدهد” و”الحرمان الكبير”، التي استحق من خلالها اعترافًا واسعًا، وحصد جوائز أدبية مرموقة، مما ساهم في وضعه بين أبرز الأسماء الأدبية في العالم العربي الحديث.
دروس مستفادة من نجاح رواية “وحي”
يمكن استخلاص العديد من الدروس من نجاح رواية “وحي” باعتبارها رمزًا للمثابرة والإبداع الذي يتحدى كافة المصاعب. فقد تمكن الأدب اليمني، من خلال هذه الرواية، أن يثبت عدة نقاط جوهرية، أبرزها:
- إثبات أن الإبداع الأدبي لا يمكن كسره تحت وطأة الحروب والصراعات.
- القدرة على الجمع بين الواقعية الفلسفية والسرد الأدبي الجذاب للوصول إلى جمهور أوسع.
- توظيف الأدب كأداة للمقاومة، وإيصال صوت الإنسان اليمني إلى العالم.
نجاح الرواية يثبت أن الكتابة الأدبية ليست مجرد هواية، بل وسيلة لتجسيد الواقع وإيجاد حلول فكرية تعكس أصعب الأوقات.
مقارنة بين أبرز روايات حبيب سروري
يمكن توضيح مقارنة مختصرة بين أشهر أعمال حبيب سروري لتقديم نظرة شاملة على تطور إبداعاته:
الرواية | عام النشر | الجوهر الأدبي |
---|---|---|
تقرير الهدهد | 2012 | سرد سياسي واجتماعي يعكس حالة اليمن ما بعد التغيرات السياسية. |
الحرمان الكبير | 2015 | تأمل فلسفي حول القضايا الإنسانية الكبيرة. |
وحي | 2018 | رؤية حداثية تجمع بين الصراعات الفكرية والأسئلة الكونية. |
من خلال هذه الأعمال، يظهر بوضوح كيف انتقل سروري بين مواضيع متعددة جعلت من تجربته الأدبية منصة للتنوير والتأمل.
رسالة الأدب اليمني إلى العالم
تشكل “وحي” دليلًا حيًا على أن الأدب قادر دائمًا على الصمود في وجه المحن، فهي ليست مجرد رواية عابرة، بل شاهد على قدرات القلم اليمني في تخطي حواجز الشتات والحرمان الثقافي. هذا العمل، المحفور في ذاكرة الأدب العربي، يمهد الطريق أمام المزيد من الأدباء اليمنيين ليقدموا إبداعاتهم للعالم، معلنين بكل ثقة أن الثقافة قادرة على البناء حيثما تدمر الظروف.
رواية “وحي” تشهد اليوم نجاحًا مستمرًا، لكنها ليست وحدها في ذلك، فالأدب اليمني، بأقلامه الشابة والمحترفة، يحكي عن واقع ومعاناة شعبه، ويواصل رسم خطوط المستقبل بألوان الأمل والطموح.
«ضربة عسكرية».. إسرائيل تهدد بتحرك عسكري لحماية الطائفة الدرزية قريبًا
«تصريح صادم» ريفيرو ومفاجأة نجم الأهلي السابق حول عدم معرفته
«عاجل الآن» نتائج الصف السادس الابتدائي أربيل موقع نتائجنا 2025 برابط الاستعلام الرسمي
رسميًا .. إعفاء مواليد السعودية من رسوم المرافقين 1446 تعرف على الحقيقة الكاملة والفئات المستفيدة
«صفقة جديدة» ريال مدريد يعلن التعاقد مع هويسن لتعزيز صفوفه الموسم المقبل
«أجمل تهنئة» عيد الأضحى 2025 للأهل والأقارب تجمع القلوب في العيد الكبير
«صفقات مونديالية وعقوبات تاريخية».. محمد رمضان وأبرز محطاته مع الأهلي
وأخيرًا الجديد كليًا: تحديث One UI 7.0 المستقر يوصل مميزات رهيبة لهذه السلسلة!