استعداد صالح للحرب: قراءة في المرحلة التحضيرية والاجتماعية
لقد مثّل {استعداد صالح للحرب} مرحلة فارقة في تاريخ اليمن الحديث حيث اختلطت السياسة بالتحولات العسكرية والاجتماعية، وظهرت ملامح جديدة من التوترات الداخلية والخارجية التي ألقت بظلالها على مستقبل البلد سنوات طويلة، هذه السردية ليست فقط عن بناء الدفاعات والاستعداد للحرب، بل هي عن إرهاصات الوحدة اليمنية وتفاعلات القوى المؤثرة داخليًا وخارجيًا، ووسط هذا المشهد بُنيت استراتيجيات وصُنعت قرارات كانت ستغير مجرى الأحداث تمامًا.
إنشاء دفاعات صالح: استراتيجيات جبل سامع
بعد خطاب التهديد بـ "ضرب صنعاء"، بدأت صنعاء خطوات واضحة لاستعداد عسكري ضخم، وكان جبل سامع محور تركيز القيادة في إعادة ترتيب استراتيجياتها الدفاعية، من بناء محطة رادار إلى استحداث مواقع عسكرية، إلا أن اللافت كان طول صبر الطيارين الجنوبيين الذين رفضوا تنفيذ ضربات مباشرة على مواقع حساسة في تلك الفترة، مما يعكس مستوى تعقيد الموقف السياسي والعسكري.
لقد كانت قمة جبل سامع رمزًا لمحورية ما يسمى "بوابة عدن"، حيث حاولت القيادة حينها الربط بين قمة الجبل وأهميته الاستراتيجية للدفاع الجوي، إلا أن هذه البنية لم تُنجز بالكامل بسبب الانعكاسات السياسية المتسارعة، والتي كانت تتزامن مع تحركات المصالحة والتقارب الحذر بين الشطرين.
الأبعاد السياسية لأحداث 1987: الديون والضعف الجنوبي
خلّف العام 1987 أثقالًا على الجنوب سياسيًا واقتصاديًا نتيجة انهيار الثقة داخليًا والخلافات التي نشبت في الحزب الاشتراكي، وهذا ما دفع القيادة الجنوبية لإعادة ترتيب أولوياتها سريعًا، دخول الجنوب في دوامة من الأزمات المالية المدعومة بالديون الخارجية كان له أثر كبير على حسابات القيادة الجنوبية التي اضطرت للبحث عن حلول مغايرة.
الدلالات هنا لم تقتصر فقط على المؤشرات السياسية، بل شملت تغير المزاج الشعبي الجنوبي الذي بدأ يُدرك صعوبة استمرار الوضع القائم، وقد عبرت المرحلة عن نقاط انطلاق نحو إنهاء الخصومة بين الشطرين، بعدما تحوّلت معسكرات جنوبية رئيسية إلى الشمال مثل معسكر سامع الذي انتقل لاحقًا إلى صنعاء، حيث دمج ضمن قوة الجيش الشمالي.
وحدة مؤقتة بضغط الشعوب والفرص الاقتصادية
انتقال الشعب بين عدن وصنعاء بعد اتفاقية التنقل بالبطاقة الشخصية غيّر معادلة العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين المناطق، وفتح الباب أمام الطبقات الأكثر تهميشًا لتتعرف على جزئي الوطن من جديد، هذا كان لبداية زوال الحدود السياسية والنفسية التي كانت تفصل بين دولتي الجنوب والشمال، وعلى وجه الخصوص المناطق الحدودية مثل الشريجة التي تحولت إلى رمزية للمأساة والانقسام.
كان الترابط بين تعز وعدن مثالًا مبكرًا على الروابط العائلية والاقتصادية التي ساعدت في تشكيل دعم اجتماعي للوحدة، حدث هذا في إطار موجات نزوح سابقة مرت بها عائلات جنوبية وشمالية على حد سواء.
أسباب حراك الوحدة السريع في الجنوب والشمال:
- انسداد الأفق السياسي في الجنوب وعدم وجود داعمين دوليين في ظل تدهور الاتحاد السوفييتي.
- ضعف الاقتصاد الجنوبي وعمق العجز المالي الذي زاد التوتر الداخلي.
- تأييد شعبي شامل من الطرفين نحو وحدة كاملة في ظل توق شعبي لتجاوز الانقسام المرهق.
- الضغط الخارجي لإتمام الوحدة كجزء من تقليل التوترات الإقليمية.
مواجهة التيارات المعارضة للوحدة: الإسلاميون واليسار الجنوبي
على الرغم من الحماس الشعبي للوحدة، فإن التيارات السياسية لم تُجمع بشكل كامل على الفكرة، الإسلاميون تحفّظوا على أن تكون الوحدة قائمة على نهج اشتراكي بعيد عن الشريعة، بينما كانت الاتجاهات المتشددة في الحزب الاشتراكي ترى الوحدة مخاطرة قد تتسبب في زعزعة قوتها الداخلية، خاصة تجاه الإسلاميين السياسيين الذين كانوا يُطلق عليهم أحيانًا اسم "الأفغان العرب".
إلا أن التيار الشعبي كان أقوى من أي جهة سياسية، فبات زخم الوحدة مشروعًا لا يمكن تجاوزه بسبب الالتفاف الجماهيري حول هذه الخطوة، وكان هذا التفافًا أخذ وقتًا دون أن يخلو من التوترات والاحتجاجات الخافتة.
العامل | أثره على الوحدة |
---|---|
الوضع الاقتصادي | ضغط حتمًا على الجنوب للقبول بالمبادرة |
الظروف السياسية العالمية | ساهم في تقليص نفوذ الاشتراكي لصالح التقارب مع الشمال |
الانفتاح الشعبي | شكّل زخمًا كبيرًا وغير مسبوق لصالح الوحدة |
على الرغم من التحفظات التي ظهرت من كلا الجانبين في البداية، إلا أن الإرادة الشعبية العارمة وقوة تدفق الرغبة في إعادة الوحدة كانت المحرك الأقوى لإنجازها بشكل واضح وصريح.
«عاجل الآن» أسعار الدولار اليوم 18 مايو 2025 ولاحتمالات تغييرات السوق السوداء
«الكلاسيكو المثير».. تشكيل برشلونة أمام ريال مدريد اليوم لحسم صراع الدوري الإسباني
«رابط التربية education» نتائج السادس الابتدائي الدور الأول 2025 عموم المحافظات PDF كاملة
«تعرف الآن» موعد مباراة الأهلي وإنتر ميامي في كأس العالم للأندية
«إجازة رسمية» تنتظر المصريين.. موعد عطلة عيد العمال 2025 وعودة البنوك للعمل
أرسنال يكشف عن تجديد عقد مدافعه
الأهلي يحسم الجدل شوبير يكشف موقف النادي من عقوبة حسين الشحات