«صدمة جديدة» إحصائية ضحايا انفجار مخزن أسلحة في تعز

انفجارات مخازن الأسلحة في اليمن وتأثيراتها المدمرة

يشكل انفجار مخزن أسلحة تحت مبنى سكني في منطقة مفرق ماوية بتعز جنوب غربي اليمن كارثة جديدة تضاف إلى سجل الأحداث المؤلمة التي تواجه البلاد، حيث تتكرر هذه الحوادث في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، ويتضرر المدنيون من الآثار المدمرة للتخزين العشوائي للأسلحة في المناطق السكنية الخاضعة للمليشيات المسلحة

الكوارث الناتجة عن تخزين السلاح في المناطق السكنية

تكرار حوادث الانفجارات المرتبطة بتخزين السلاح يظهر الغياب التام للسلامة العامة، إذ أن تخزين الأسلحة الثقيلة والخفيفة بين المباني السكنية يشكل خطراً داهماً على السكان الآمنين، في الانفجار الأخير في مفرق ماوية دُمرت عدة طوابق من المباني المجاورة بشكل كامل، وقتل شخصان وأصيب ثمانية آخرون بينهم أطفال ونساء، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية ويؤكد غياب أي تنظيم يراعي حماية أرواح المدنيين

وقد كشف سكان محليون أن المنطقة التي وقع فيها هذا الانفجار تُعرف بأنها تُستخدم منذ سنوات كموقع لتجارة السلاح، وهو أمر يترك السكان في حالة من الترقب والخوف الدائم، فضلاً عن تضرر البنية التحتية وتعطل الحياة اليومية، الجدير بالذكر أن الانفجار لم يكن الحالة الأولى، إذ انفجر مخزن أسلحة مشابه شرق صنعاء قبل أسبوع واحد فقط، ما تسبب بمقتل وإصابة عشرات الأشخاص

فرض الأمن على المناطق الملغمة بالأسلحة

تعتمد المليشيات الحوثية على تخزين أسلحتها في مواقع غير مهيأة لذلك وسط الأحياء السكنية لتجنب استهدافها من قبل قوات التحالف أو الضربات الجوية، وهو ما يعرض حياة أكبر عدد ممكن من المدنيين للخطر ويؤدي إلى خسائر مادية وبشرية ضخمة عند حدوث أي كوارث تفجيرية

ولم تقتصر الأضرار على الضحايا فقط، بل شملت الانهيارات المعمارية، فقد انهارت العمارة التي تضم مخزن الأسلحة كلياً، وتصاعدت ألسنة اللهب والدخان إلى حد سماع دوي الانفجار في ثلاث مديريات مجاورة، ولعل ما يزيد الوضع سوءاً هو الطوق الأمني الذي تفرضه المليشيات حول المواقع المتضررة، حيث تمنع توثيق الحادث وتبقي الحوادث طي الكتمان، مما يزيد الوعي بالمخاوف حول تنامي كارثة أخرى شبيهة

يمكن فرض الأمن على هذه المناطق من خلال الجهود الآتية:

  • نقل مخازن السلاح إلى أمكنة بعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان
  • وضع قوانين صارمة تمنع تخزين السلاح عشوائياً والعمل على تطبيقها
  • تعزيز الوعي بين المجتمعات المحلية لتحذيرهم من المخاطر المرتبطة بتجارة الأسلحة
  • التحقيق في الحوادث السابقة ومعاقبة من يتسبب في وقوعها

التأثير الإنساني والمادي للانفجارات

تعرض العديد من العائلات لخسائر فادحة على الأصعدة النفسية، الاقتصادية والاجتماعية بسبب هذه الحوادث المتكررة، فالضحايا غالباً ما يكونون من المدنيين الذين يعيشون في ظروف صعبة أصلاً، علاوةً على ذلك تنجم أضرار مادية هائلة تدفع السكان إلى الاحتياج المستمر للمساعدات الإنسانية

وفي حادثة انفجار مفرق ماوية، لم تقتصر الأضرار على مجموع القتلى والمصابين فقط، بل امتدت لتعطيل الأنشطة اليومية المحلية وعرقلة التعليم والخدمات الصحية، فضلاً عن انتشار حالة من الذعر بين السكان الذين ما زالوا يعيشون تحت تهديد مستمر من وقوع كوارث مشابهة

الحادث عدد القتلى عدد المصابين الأضرار المادية
انفجار مفرق ماوية 2 8 دمار طابقين بالكامل
انفجار شرق صنعاء 150+ عدد غير محدد تدمير عشرات المنازل

في النهاية، تُظهر هذه الحوادث المتزايدة مدى الحاجة الملحة لتحرك جاد وصارم للحد من الخسائر وضمان سلامة المدنيين، سيكون فرض معايير أكثر صرامة لتخزين السلاح وتشكيل لجان تحقيق مستقلة خطوة أولية في هذا الاتجاه، وقد يكون الحل المستدام هو إحلال السلام في البلاد وإنهاء الصراع بشكل جذري يضمن عدم تكرار مثل هذه الأحداث المأساوية.