«سر جديد» الفضة تصمد في مصر رغم تراجع الأسعار عالمياً فهل تنتعش قريباً

شهدت أسعار الفضة تحركات ملحوظة اليوم الجمعة، حيث لاحظ المتداولون اختلافات بين الأسواق المحلية والعالمية، ففي حين شهدت الأسعار عالميًا تراجعًا طفيفًا، حافظت السوق المصرية على مستويات استقرارها وسط تقلبات سعر صرف الدولار المحلي، وذلك يعكس ديناميكيات حيوية تؤثر على هذا المعدن المهم بشكل يومي.

تراجع أسعار الفضة عالميًا بسبب قوة الدولار

على المستوى العالمي، هبطت أسعار الفضة لتسجل اليوم نحو 33.04 دولار للأونصة، بانخفاض قدره 0.35% مقارنة بجلسة التداول السابقة، وقد جاءت هذه الخسائر بالتزامن مع ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.2%، مما جعل تكلفة شراء الفضة أعلى بالنسبة للمستثمرين من غير حائزي الدولار، ويأتي ذلك ضمن سياق اقتصادي عالمي مليء بالتحديات.

من أبرز أسباب هذا التراجع نجد تأثيرات السياسات النقدية المشددة للبنوك المركزية الكبرى، وخاصة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي يسعى للضغط على التضخم بالاعتماد على رفع أسعار الفائدة، وبإعلان بيانات اقتصادية إيجابية في الولايات المتحدة، ازدادت حدة التوتر في الأسواق مما تسبب في تباطؤ الطلب الصناعي على الفضة، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة.

أسعار الفضة في مصر: استقرار رغم التحديات

بينما تعيش الأسواق العالمية تحت وطأة التراجعات، كانت أسعار الفضة في السوق المصرية أكثر استقرارًا اليوم، حيث استقرت الأسعار عند المستويات التالية:

  • الفضة النقية عيار 999: 58.31 جنيه للجرام.
  • الفضة البريطانية عيار 958: 55.91 جنيه للجرام.
  • الفضة الإسترلينية عيار 925: 53.99 جنيه للجرام.
  • فضة العملات عيار 900: 52.53 جنيه للجرام.
  • فضة المجوهرات عيار 800: 46.69 جنيه للجرام.

هذا الاستقرار يعزى بالدرجة الأولى إلى الأداء شبه المستقر لسعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري على مدى اليومين الماضيين، كما أن الفضة ليست معدناً يمثل استثمارًا شعبيًا واسع النطاق مقارنة بالذهب، مما يجعل السوق أقل عرضة للتقلبات الكبيرة قصيرة المدى.

سوق السبائك الفضية يشهد طلبًا متزايدًا

تعكس بيانات بيع السبائك الفضية في السوق المصرية توجهًا متزايدًا نحو الاستثمار في هذا النوع من الأصول، وقد سجلت الأسعار التالية:

حجم السبيكة السعر بالجنيه
50 جرام 3,841
100 جرام 7,653
1 كيلو 70,108

ويلاحظ تجار السوق ارتفاع الطلب على السبائك مقارنة بالمجوهرات الفضية، وخصوصًا بين الأفراد الساعين لحماية مدخراتهم من تأثير التضخم المتزايد على قيمة الجنيه، حيث يتمثل هذا الاتجاه أكثر بين المستثمرين الذين يعملون على تنويع أصولهم الاقتصادية.

التوقعات المستقبلية لأسعار الفضة

وفقًا للمحللين المتخصصين في أسواق المعادن الثمينة، تتوقع الأسواق انتعاشة نسبية في أسعار الفضة خلال النصف الثاني من العام الجاري نتيجة لمجموعة من العوامل:

  • زيادة الطلب الصناعي على المعادن في تطوير السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية.
  • توجه المستثمرين نحو الفضة كملاذ آمن بجانب الذهب.
  • احتمالات تخفيف السياسات النقدية المتشددة الأمريكية، مما سينعكس إيجابيًا على أسعار الفضة.

بين المشهد المحلي والدولي، تحافظ الفضة على أهميتها كأداة استثمارية وصناعية معًا، وبالرغم من التحديات، يظل هذا المعدن النفيس محط أنظار المتعاملين الباحثين عن استقرار وقوة اقتصادية.