«أسرار مثيرة» غش العسل بالسوق المصري يثير الجدل فكيف رد الخبراء

في ظل النقاش الحاد الذي اجتاح وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً حول منتجات العسل، طال الاتهامات بإغراق الأسواق بعسل مغشوش، برزت أصوات عديدة تحاول توضيح الحقائق وطمأنة المستهلكين بشأن جودة العسل المصري. خرج فتحي بحيري، رئيس اتحاد النحالين العرب في مصر، لينفي تلك الاتهامات جملةً وتفصيلاً، مشيراً إلى أن هذه الأخبار تؤثر سلباً على سمعة الصناعة الوطنية المهمة، التي يعتمد عليها آلاف العاملين مباشرةً وغير مباشرةً.

رقابة صارمة على صناعة العسل في مصر

أكد بحيري أن صناعة العسل المصري محكومة بضوابط ومعايير دقيقة، تنظمها إشرافات مشتركة من وزارتي الزراعة والصحة وهيئة سلامة الغذاء، حيث يُلزم المنتجون بالالتزام بالمواصفات القياسية، لافتاً إلى أن معظم العسل المصري طبيعي بشكل كامل، ويدخل في الأسواق المحلية والعالمية بشكل يُشهد له بالكفاءة. كما أشار إلى أن الفيديو الذي أثار الجدل استخدم عينات غير معروفة المصدر، مما يجعل مزاعم غش العسل تفتقر للمصداقية، وأوضح أن معايير العسل في مصر تعتمد على المواصفة الصادرة عام 2005، والتي تسمح بنسبة معينة من السكروز تختلف حسب نوع العسل.

وأضاف أن وجود نسب سكروز مرتفعة في بعض أنواع العسل، مثل عسل البرسيم، يعدّ أمراً طبيعياً لا علاقة له بالغش، مؤكداً أن التحاليل الموجهة ضد السوق المصري لم تُظهر شفافية حول الشركات المعنية، مما يثير الشكوك حول الأهداف الحقيقية للادعاءات.

تحركات قانونية لحماية سمعة العسل المصري

على خلفية تلك الاتهامات، قام رئيس اتحاد النحالين العرب بتقديم شكوى رسمية للمجلس الأعلى للإعلام، مطالباً بضرورة التحقيق في الأمر واتخاذ إجراءات رادعة تجاه المروجين لهذه المزاعم التي اعتبرها تهدد إحدى الصناعات التصديرية الكبرى في مصر. وفي الوقت ذاته، تحدث بحيري عن مكانة العسل المصري العالمية، حيث تشكل صادرات العسل قرابة 3200 طن سنوياً للأسواق الدولية، محققة إشادة واسعة بجودتها العالية.

وفي السياق ذاته، تقدم النائب أيمن محسب بطلب إحاطة عاجل للحكومة، داعياً لإجراء تحاليل مكثفة على جميع منتجات العسل المعروضة في الأسواق، وذلك وسط تقارير تشير إلى استخدام مواد صناعية مثل الجلوكوز المُعالَج، المحليات والنكهات الاصطناعية في إنتاج البعض منها.

كيف يمكن كشف المغشوش من العسل الطبيعي؟

لزيادة توعية المستهلك وحمايته من الوقوع ضحية الاحتيال، يمكن اتباع بعض الطرق المجربة والبسيطة لاختبار نقاء العسل:

• اختبار الملعقة: ضع القليل من العسل على ملعقة ثم أمِلها، إذا انساب العسل ببطء وبثبات فهو طبيعي، أما إذا أظهر سيولة مفرطة فهو على الأرجح مغشوش.
• اختبار الإذابة: أذب نصف ملعقة صغيرة من العسل في كوب من الماء، إذا تطاير وتلاشى دون أن يترك أثراً فهو مغشوش.
• التسخين: عند تسخين العسل الطبيعي، يظل قوامه متماسكاً دون تكتلات، بينما يفقد المزيّف قوامه ويترك رواسب غريبة.

الفرق بين العسل الطبيعي والمغشوش

الجدول التالي يوضح أهم النقاط التي يمكن أن تساعد المستهلك في تمييز العسل الطبيعي عن المغشوش:

تظل قضية العسل المصري مثار اهتمام واسع، وتبرز أمثلة كثيرة على ضرورة شد الرقابة على السوق مع رفع وعي المستهلك من خلال حملات توعية مستمرة لتعزيز ثقته بالمنتج المحلي وتشجيع ممارسات صحية. إن صناعة العسل ليست فقط مصدر رزق، ولكنها جزء من التراث الزراعي الذي تمثله مصر بكل فخر.