«ازدواجية غامضة» انتقادات للتعامل الدولي مع الحوثيين

دعا السفير اليمني السابق قاسم عبدالرب صالح، اليوم الجمعة، جماعة الحوثي إلى وقف الحرب والالتزام بالمسار السلمي، في خطوة تبرز الدور المتزايد لبعض الشخصيات اليمنية المعروفة في محاولة إحلال السلام تحت الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، إذ كتب السفير منشوره على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقًا)، متنقدًا الوضع الإنساني والازدواجية الدولية في التعاطي مع أزمات اليمن.

ازدواجية التعامل الدولي مع الحوثيين

من أبرز الانتقادات التي وجّهها السفير قاسم عبدالرب صالح، كانت الإشارة إلى ما أسماه بظاهرة "الازدواجية" في تعامل المجتمع الدولي مع الأزمة اليمنية، موضحًا أن الدول الكبرى، بدلًا من فرض ضغط حقيقي على الجماعات المسلحة كالحوثيين، قامت بفتح بوابات الموانئ والمطارات والطرقات بدون قيود، إلى جانب المساعدات الإنسانية التي تصل إليهم.

هذا الموقف أثار تساؤلات حول مبدأ الحيادية التي تتبناها جهات دولية أثناء تعاطيها مع الصراع، وكان انتقاد السفير مقنعًا عندما تساءل: "لماذا لا تتم مساومة الحوثيين على إيقاف الحرب بدلًا من توفير الدعم لهم ضمن ذرائع إنسانية؟"، وهو تساؤل يعكس شعور العديد من المتابعين للوضع اليمني بالعجز الدولي عن الحد من معاناة المواطنين بسبب الحروب المتواصلة.

الوضع الراهن في اليمن

اليمن، ذلك البلد الذي شهدت أراضيه حضارات عريقة، يعيش حاليًا مأزقًا كبيرًا نتيجة الحرب المستعرة بين القوات الحكومية والتحالف العربي ضد جماعة الحوثي. هذه الجماعة لها يد في تعطيل مسارات الحياة خصوصًا في الشمال، إذ تسيطر منذ أعوام على العاصمة صنعاء ومدن رئيسية أخرى.

تصاعد الأحداث يعكس خطر تعطيل الجهود الدولية لإحلال السلام، لا سيما مع استمرار الأحداث العنيفة في مناطق متعددة كاستهداف المدنيين وتعطيل مختلف القطاعات الحيوية كخطوط الملاحة البحرية. من جهة أخرى، استمرار هذه الحرب لم يسلم منه مواطنو الجنوب أيضًا، الذين عانوا من أزمات إنسانية مستمرة وإرهاق اقتصادي لنظامهم المعيشي.

ما تأثير تصريحات السفير على المشهد السياسي؟

كثير من المراقبين يرون في تصريحات السفير اليمني السابق دعوة موجهة للمجتمع الدولي لتبني استراتيجية مختلفة تلزم الحوثيين بقبول الحلول السلمية بدل البقاء رهينة للمساعدات التي تستغل لتمرير الأسلحة وتحسين فرصهم العسكرية.

يعتبر السفير قاسم شخصية محترمة في الساحة الدبلوماسية اليمنية، إذ سبق وشغل عدة مناصب أكسبت تصريحاته ثقلًا خاصًا، فهو لا توجه الدعوة فقط للحوثيين، بل أيضًا للجميع بما فيهم المجتمع الدولي لمراجعة استراتيجياتهم وإعادة توجيه الأولويات الإنسانية نحو الاستقرار.

أبرز الخطوات لتشجيع الحوثيين على الانخراط في السلام

عدة خطوات يمكن أن تكون مدروسة لتحقيق نتائج عملية تدفع الحوثيين إلى الالتزام بمسار سلمي ومنها:

  • فرض عقوبات اقتصادية مستهدفة على المسؤولين المعرقلين لفكرة السلام
  • التنسيق مع القوى الإقليمية للضغط عليهم داخل ساحة المفاوضات
  • استخدام المساعدات الإنسانية كأداة للضغط لضمان إيقاف الأعمال العدائية
  • تعزيز برامج توعية مجتمعية بما يعزز خطاب السلم بدل العنف
  • إرسال مراقبين دوليين يضمنون عدالة تنفيذ أي حلول مقترحة

جدول مقارنة: التصريحات ومواقف المجتمع الدولي

التصريحات ردود الفعل الدولية
قاسم عبدالرب ينتقد فتح موانئ لصالح الحوثيين تغاضي بعض القوى تحت أعذار المساعدات الإنسانية
مطالبة الحوثي بوقف الهجمات على الجنوب غموض في مواقف الوسطاء وتحرك غير ملموس

تحقيق السلام في اليمن بات حلمًا على الجميع المساهمة في تحقيقه، إلا أن الجهود يجب أن تكون صادقة وفعالة في معالجة أسباب الأزمة الحقيقية، وعلى الأمم المتحدة ومنظمات الوساطة بذل جهود جديدة تتسق مع الواقع بدلًا من الحلول المؤقتة المتكررة والتي أثبتت أنها ليست سوى خطوات في دائرة مغلقة.