«صدمة مفاجأة» مستر براون كيف أعاودك وهذا أثر فأسك

إدموند فيتون براون ورؤيته السياسية لأزمة اليمن

إدموند فيتون براون، السفير البريطاني السابق لدى اليمن بين عامي 2015 و2017، أثار جدلًا واسعًا بتصريحاته وحديثه العميق عن الأضرار التي لحقت باليمن بسبب سياسات الغرب بشكل عام والبريطانية بشكل خاص، براون في مقاله المنشور عبر منتدى الشرق الأوسط أشار إلى الدور السلبي للسياسات الغربية في إعاقة السلام في اليمن، وكشف عن الخطأ الكبير في التعامل مع الحوثيين كمشكلة سياسية أو إنسانية، وليس كأداة تخريبية ضمن مشروع إقليمي أكبر.

إدموند فيتون براون ودوره في فهم أزمة اليمن

كان براون خلال فترة عمله جزءًا من الدبلوماسية البريطانية النشطة في الشرق الأوسط، ورغم ذلك جاءت تلميحاته في مقاله كإدانة ضمنية لدور بلاده والمجتمع الدولي في إطالة أمد الصراع اليمني، يرى براون أن السياسات الغربية فشلت فشلًا ذريعًا في التعامل مع الحوثيين، كما انتقد "اللوبي الإنساني" المتمثل في منظمات مثل أوكسفام ومنظمة العفو الدولية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، التي يرى بأنها ساهمت بتعطيل الحلول العسكرية والسياسية من خلال توظيف "رؤية إنسانية ضيقة" لصالح أطراف معينة.

هذه الأطراف -وفقًا لبراون- ساهمت في إظهار الحوثيين كضحايا أبرياء متجاهلة حقيقتهم كقوة ممولة إيرانيًا، مما أدى إلى تشويه صورة التحالف العربي والدور السعودي في الحرب، من أبرز المحطات التي تناولها، كانت اتفاقية ستوكهولم التي وصفها بالخيانة التي منحت الحوثيين سيطرة مؤقتة وفرصة لتعزيز مكاسبهم على الأرض.

هل تغيرت الرؤية الغربية لأزمة اليمن؟

براون أضاف في مقاله أن السعوديين -على حد قوله- فقدوا الحماس لمواصلة الحرب، وهو وصف قد يحمل إشارات متعددة، بين فهمه لتوجهات السعودية الجديدة القائمة على إيجاد حلول أسرع وأكثر كفاءة، وبين رغبة في إثارة إشكاليات جديدة، فالسؤال الذي يثيره تحليل براون: هل هو تحول في العقلية الغربية تجاه حل أزمة اليمن، أم أنها استراتيجية تكتيكية تستهدف الضغط على الحلفاء الإقليميين لفتح فصل جديد من المواجهة؟

بين تصريحاته، هناك تلميح لضرورة التضحية بالاتفاقات الحالية التي ثبت فشلها، مثل اتفاقية ستوكهولم، واستبدالها بحلول أكثر شمولية تتصدى للتدخلات الإيرانية وتضع حدًا للحوثيين، ربما جاء النقد اللاذع لسياسات الغرب السابقة كمحاولة لإعادة ترتيب الأوراق السياسية والدفع نحو موقف غربي أكثر فاعلية، في محاولة لإنعاش جهود الحلول المتوازنة.

ماذا تعني تصريحات براون للمنطقة؟

تحمل انتقادات براون مضمونًا معقدًا، إذ أشار بشكل مباشر إلى أن المنظمات المهتمة بالشأن اليمني لم تكن محايدة بل تأثرت بميول سياسية تخدم الحوثيين، هذه الحقائق تفرض تساؤلات حول نزاهة الدور الدولي في حل الأزمات السياسية المسلحة، وردع الأطراف المزعزعة للاستقرار.

يمكننا تسليط الضوء على النقاط الرئيسية التي أثارت الجدل في حديث براون:

  • دور اللوبي الإنساني وتأثيره في منع الحل العسكري لتحرير المناطق الاستراتيجية مثل الحديدة.
  • كيفية التلاعب بالروايات الدولية لتصوير بعض الأطراف المتورطة سلبًا كلاعبين أبرياء.
  • الاعتراف بالحاجة إلى تمزيق الاتفاقيات التي تعزز سيطرة الحوثيين وتعيد التفكير في الحلول مع أخذ الجانب العسكري بجدية.

جدول يوضح أبرز الانتقادات التي تحملها المقال

النقاط السلبية تأثيرها على الوضع في اليمن
تشويه صورة التحالف العربي منع الدعم السياسي والعسكري الدولي للخروج بحل شامل.
اتفاقية ستوكهولم تعزيز وضع الحوثيين سياسيًا وعسكريًا وتمكينهم من تحقيق مكاسب جديدة.
دور اللوبي الإنساني إضعاف جهود التحالف العربي عبر منع العمليات العسكرية الحاسمة وتشويه الحقائق.

تصريحات إدموند فيتون براون جلبت تساؤلات عميقة حول مستقبل الصراعات في الشرق الأوسط، ودور القوى الدولية لا سيما بريطانيا والولايات المتحدة، هل نحن أمام مراجعة حقيقية لتلك السياسات، أم أنه مجرد إعادة صياغة لتبريرات قديمة في حلة جديدة تخفي أهداف تكتيكية؟