«قفزة تاريخية» ارتفاع الذهب يلامس مستوى 3400 دولار فهل يستمر الصعود

ارتفعت أسعار الذهب في ختام تعاملات الخميس نتيجة تأثر الأسواق بتوتر الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى انخفاض العملة الأمريكية الدولار، ليصبح الذهب هو الملاذ الآمن للأفراد والمستثمرين في مواجهة الاضطرابات الاقتصادية والتغيرات الدولية المفاجئة، حيث شهدت أسعار المعدن الأصفر زيادة ملحوظة ضمن تعاملات الأسواق العالمية.

كيف أثر توتر الأوضاع الجيوسياسية على أسعار الذهب؟

عادة ما يلجأ المستثمرون إلى الذهب كوسيلة للحماية من التقلبات السياسية والاقتصادية، وقد شهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا واضحًا في التوتر بين القوى الكبرى في منطقة الشرق الأوسط، وقد انعكس ذلك على مستويات الطلب على هذا المعدن، مما رفع أسعاره بشكل ملحوظ، إضافة إلى تصريحات متعددة شهدها الأسبوع الماضي من قادة الدول الكبرى حول زيادة احتمالية نشوب صراعات، ما دفع بأسواق الذهب للتحرك صعودًا بشكل ملحوظ
كما يجب الإشارة إلى قيام العديد من البنوك المركزية بتكديس احتياطياتها من الذهب خلال الفترات الماضية بسبب حالة عدم اليقين الاقتصادي، الأمر الذي حفّز بشكل إضافي ارتفاع الأسعار عالميًا، وأدى هذا التوجه إلى تذبذب الأسواق، وعزز مكانة الذهب ليكون الخيار الأكثر استقرارًا في مثل هذه الظروف

الدور الذي لعبه انخفاض الدولار في تعزيز أسعار الذهب

انخفض مؤشر الدولار بشكل كبير، حيث سجل هبوطًا بلغ 0.70% ووصل إلى 97 نقطة، مما جعل أصولًا مثل الذهب تبدو أكثر جاذبية أمام المستثمرين، فمن المعروف أنه كلما تراجعت قيمة الدولار نتيجة ضعف أدائه مقارنة بالعملات الأخرى، ارتفعت بالضرورة أسعار الذهب، نظرًا لأن المعدن يتم التداول به بالدولار عالميًا، هذا الانخفاض لم يحدث صدفة بل جاء بعد قرارات سياسية واقتصادية أثرت على مكانة العملة الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية
كما أن تراجع الدولار يُفسح المجال أمام المستثمرين من البلدان الأخرى، خاصة من الذين يتعاملون بعملات أقوى، لشراء الذهب بتكلفة أقل مما دفع الطلب عليه للصعود بشكل أسرع، وينعكس كل ذلك في زيادة ملموسة بالأسعار، مما يجعل العلاقة العكسية بين الدولار والذهب واضحة في هذا السياق

تصريحات القادة وتأثيرها على التداولات

أعلنت الولايات المتحدة على لسان رئيسها السابق “دونالد ترامب” أنها ستسحب بعض قواتها العسكرية من منطقة الشرق الأوسط، وبررت ذلك بزيادة الأخطار التي تواجه المنطقة، وفي المقابل، صرّح قائد الدفاع الإيراني أن أي عدوان أمريكي على بلاده سيقابله رد مباشر على القواعد العسكرية الأمريكية، هذه التصريحات المتبادلة دفعت المتداولين لاتخاذ الحذر من أي عواقب اقتصادية ممكنة
إلى جانب ذلك، فإن مثل هذه التصريحات قد دفعت الأسعار إلى التفاعل بشكل أكبر مع التخوفات العالمية من تحول تلك التحديات الجيوسياسية إلى أزمة أوسع تهدد أسواق الطاقة والعملات، ما يعني زيادة الاعتماد على الذهب كواحدة من الأصول المحدودة التي تبقى قادرة على حفظ القيمة عبر التاريخ

  • ارتفاع حاد في أسعار الذهب مدفوع بزيادة الطلب العالمي
  • تراجع مؤشر الدولار وارتفاع جاذبية استثمارات الذهب
  • تصاعد التوتر بين القوى الكبرى أثّر بشكل مباشر على الأسواق

مقارنة بين أسعار الذهب والدولار

العامل الذهب الدولار
الأداء خلال الأسبوع ارتفاع بمعدل 1.75% انخفاض بقيمة 0.70%
جاذبية الاستثمار عالية جدًا منخفضة

ريبما تشهد الأسواق المزيد من التوترات خلال الفترة المقبلة، لذلك من الضروري متابعة أخبار السوق وتغيرات المؤشرات عن كثب لتجنب المخاطر وتحقيق الأرباح، ومن الواضح أن الذهب سيظل لاعبًا رئيسيًا في الأزمات بوصفه الملاذ الآمن الأول دائمًا