«مفاجأة جديدة» ركود الاقتصاد الأمريكي يتراجع لاحتمال 30 بالمئة فما الأسباب

خفض بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس مؤخرًا توقعاته بشأن احتمالية دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، لتتراجع النسبة من 35% إلى 30%، وكان السبب الرئيسي وراء هذه الخطوة هو انحسار حالة عدم اليقين المتعلقة بالسياسات التجارية، خاصة بعد إعلان اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، وقد أسهمت هذه التطورات في تهدئة التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم، مما انعكس إيجابيًا على استقرار الأسواق، ليمنح الاقتصاد الأمريكي زخمًا إضافيًا.

الناتج المحلي الإجمالي ومستقبله الواعد

أعلن جولدمان ساكس عن تعديل توقعاته للنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، إذ رفع تقديراته للناتج المحلي الإجمالي من 1% إلى 1.25% على أساس ربع سنوي بحلول عام 2025، يعود هذا التعديل إلى سلسلة من الأسباب، أبرزها التحسن الملحوظ في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، حيث تم الاتفاق على إزالة العديد من العقبات الجمركية وتخفيف القيود، والتي كانت قد ألقت بظلالها على القطاع الاقتصادي في السنوات الماضية، كذلك ساهمت الخطوات المتبادلة لفتح الأسواق وزيادة الحوافز الاقتصادية في تحسين فرص الاستقرار.

أما الطلاب الصينيون فقد كان لهم حظ وافٍ من هذا التغير، فالاتفاق الأخير منحهم تسهيلات للالتحاق بالجامعات الأمريكية، مما يساعد على تدعيم العلاقات الثقافية والأكاديمية ويفتح المجال أمام مزيد من التعاون العلمي، إلى جانب تحقيق فوائد مالية غير مباشرة للقطاع التعليمي والاقتصادي عمومًا، فالمستقبل يحمل آمالًا في مرحلة يسودها استقرار أقوى ونمو أكثر ديناميكية بفضل الخطوات الإيجابية مؤخرًا.

أسعار المستهلك والتضخم

شهدت أسعار المستهلك في الولايات المتحدة ارتفاعًا أقل من المتوقع خلال شهر مايو، وهو عامل مطمئن جزئيًا، إلا أن جولدمان ساكس حذر من احتمال ارتفاع معدل التضخم مستقبلًا نتيجة دخول تعريفات جمركية جديدة حيز التنفيذ، وأشار البنك إلى أن موجة جديدة من زيادة الأسعار قد تطال قطاعات مختارة من السلع، ما قد يؤثر مباشرة على القوة الشرائية للأسر الأمريكية.

رغم أن هذه التطورات لم تصل بعد إلى مرحلة التأثير الكبير، فإن المراقبين يرون ضرورة معالجة هذا الملف بسرعة، خاصةً مع توجه الاقتصاد العالمي نحو تعقيدات جديدة في خطوط الإمداد والتوريد، ولا يمكن الاستهانة بتأثير هذه العوامل على المدى البعيد، إذ أن الأسواق العالمية أصبحت مترابطة إلى حدّ يجعل كل تغير صغير في سياسة اقتصادية ما يولد ارتدادات أوسع من المتوقع.

لماذا خُفضت توقعات الركود؟

التماس الاستقرار الأخير في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين أثبت أنه خطوة مفصلية، وقد أزال الاتفاق التجاري العديد من العقبات التي تسببت في هزَّات حادة في الأسواق، إلى جانب مساهمة الظروف المالية العامة التي عادت إلى مستويات مستقرة شبيهة بما كانت عليه قبل فرض الرسوم الجمركية، بين هذه التطورات، استطاع الاقتصاد الأمريكي الاستفادة بشكل لافت.

من المهم تسليط الضوء على أبرز الأسباب التي دفعت جولدمان ساكس إلى تخفيض توقعاته:

  • التراجع الذي شهدته حالة الغموض في السياسة التجارية
  • عودة الظروف المالية العالمية إلى مسارها الطبيعي تدريجيًا
  • الاتفاق بين الجانبين الأمريكي والصيني الذي عزز الثقة بين الطرفين التجاريين
  • تحسن فصل في الضغوط على سلاسل الإمداد العالمية التي كانت تحت تهديد مستمر
العامل المؤثر الأثر الاقتصادي المتوقع
تخفيف التوترات التجارية بين واشنطن وبكين استقرار الأسواق ونمو اقتصادي محتمل
ارتفاع التضخم المتوقع ضغط متزايد على المستهلكين ومعدلات الادخار
معالجة التعريفات الجمركية دعم الاستثمارات وعودة الثقة في القطاع المالي

تُعد الخطوات الأخيرة التي اتخذها الطرفان الأمريكي والصيني مؤشرًا قويًا على قدرة الاقتصاد الأمريكي على التصدي للتحديات العالمية، ومع تخفيف السياسات الجمركية وإزالة الحواجز، يبدو أن الاقتصاد الأمريكي يتجه بخطى أكثر ثباتًا نحو استدامة التوسع والنمو.