«تصعيد جديد» إيران تعلن بناء منشأة جديدة للتخصيب النووي

أعلنت إيران عن خطة لبناء منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم في منطقة تعتبرها آمنة استجابةً للقرار الأخير الصادر عن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضدها، وقد أثارت هذه الخطوة موجة من التصريحات والتوترات بين الأطراف المختلفة، حيث اعتبرت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ووزارة الخارجية الإيرانية القرار استغلالًا سياسيًا لمجلس المحافظين دون أي مبرر فني أو قانوني واضح، معتبرين أن الخطوة تخدم أجندات محددة ضد بلادهم.

كيف ردت إيران على قرار الوكالة الذرية؟

في خطوة وصفت بأنها تصعيدية، أعلنت إيران عبر رئيس منظمة الطاقة الذرية محمد إسلامي أنه سيتم إنشاء منشأة جديدة للتخصيب في موقع محصّن، حيث يعد هذا الموقع جزءًا من استراتيجية البلاد لتعزيز جهودها النووية، وأكد السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أن هذا الإجراء جاء نتيجة الاتهامات الأوروبية والأمريكية المتكررة التي وصفها بأنها تفتقر إلى أساس قانوني، ويعد قرار إيران ببناء المنشأة رسالة واضحة بأنها لن تتراجع أمام الضغوط السياسية.

وشدد إيرواني في رسالة وجهها إلى الأمم المتحدة على أن إيران تعتبر أنشطتها النووية سلمية تمامًا، وأن التهديد الحقيقي للأمن الدولي يتمثل في استخدام العقوبات الأحادية والقرارات المسيسة ضدها، وأيد وزير الخارجية الإيراني كذلك هذا الموقف، مشددًا على ضرورة احترام الدول لالتزاماتها بموجب الاتفاقيات الموقعة.

تصاعد التوتر بين إيران والترويكا الأوروبية

العلاقات بين إيران والدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) تدهورت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، إذ تتهم الترويكا الأوروبية إيران بانتهاك قرار مجلس الأمن رقم 2231 وعدم الالتزام ببنود الاتفاق النووي، في المقابل ترفض إيران هذه الاتهامات بشدة، مشيرة إلى أن الدول الأوروبية نفسها لم تفِ بالتزاماتها تجاه الاتفاق.

على سبيل المثال:

إيران الدول الأوروبية
تخصيب اليورانيوم ضمن الأطر السلمية فقط الاتهام بانتهاك الاتفاق النووي
الاستعداد للتعاون إذا التزمت الأطراف الأخرى بالاتفاقيات فرض عقوبات جديدة والمطالبة بتفعيل آليات النزاع

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن أي خطوات إضافية نحو تفعيل العقوبات أو إعادة القرارات السابقة ستكون غير شرعية، وقد تُجبر إيران على اتخاذ إجراءات غير مسبوقة لحماية مصالحها وسلامتها الوطنية.

ماذا يعني خروج إيران من معاهدة NPT؟

إحدى النقاط التي أثارت جدلًا واسعًا هي تصريح السفير الإيراني بأن طهران يمكن أن تنظر في الخروج من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT) إذا استمرت الضغوط عليها، ويعد ذلك سيناريو مثيرًا للقلق عالميًا، حيث تعتبر معاهدة NPT ركيزة أساسية لمنع انتشار الأسلحة النووية في العالم.

فيما يلي الأسباب التي قد تدفع إيران لاتخاذ هذه الخطوة:

  • إحياء العقوبات الدولية السابقة بصورة غير شرعية
  • عدم التزام الأطراف الأخرى بالاتفاق النووي وممارسة الضغوط المفرطة
  • محاولات عزل إيران دوليًا باستخدام أدوات سياسية غير عادلة

مثل هذا القرار قد تكون له عواقب وخيمة على الأمن الإقليمي والدولي، وسيضع المجتمع الدولي أمام تحدٍ جديد في التعامل مع الملف النووي الإيراني.

في النهاية، يظهر أن التصعيد الحالي بين إيران والوكالة الذرية والدول الأوروبية الثلاث لا يمكن اعتباره سوى فصل جديد من سلسلة التوترات المعقدة، وتبقى التساؤلات حول مدى إمكانية الوصول إلى حلول دبلوماسية وسط هذا الجو المشحون، الذي قد يؤثر بشكل مباشر على الاستقرار العالمي والإقليمي.