«قفزة خيالية» أسعار الذهب العالمية تواصل الصعود فما السبب؟

سعر الذهب يشهد تغيرات متواصلة بفعل تأثير العوامل الاقتصادية والسياسية العالمية، حيث استطاع مؤخرًا كسر حاجز 3350 دولار للأونصة في ظل الطلب المتزايد على أصول الملاذ الآمن، تعكس هذه الظاهرة حالة القلق في الأسواق نتيجة التوترات الجيوسياسية والتحركات الاقتصادية، مما يجعل الذهب محط أنظار المستثمرين حول العالم.

التغيرات الأخيرة في سعر الذهب

شهدت تداولات الذهب تقلباً واضحًا خلال الأيام الماضية، حيث بلغ أعلى مستوى له عند 3370 دولار للأونصة قبل أن يتراجع إلى حدود 3350 دولار، هذا الارتفاع جاء مدعوماً بانخفاض مؤشر الدولار الأمريكي الذي وصل إلى أدنى مستوى منذ شهرين تقريبًا، الجميع يدرك أن العلاقة العكسية بين الذهب والدولار تجعل الذهب ملاذًا أكثر جاذبية في مثل هذه الظروف، وكذلك عززت التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط وحالة القلق الناتجة عن التصريحات السياسية الأخيرة الطلب على الذهب بشكل إضافي.

الطلب لم يقتصر فقط على الذهب الخام بل امتد أيضًا إلى سوق الذهب المحلي، إذ سجل عيار 24 حوالي 5405 جنيهات، بينما بلغ سعر عيار 21 الأكثر تداولًا حوالي 4730 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4054 جنيهًا، مما يدل على تفاعل السوق المحلي المباشر مع نظيره العالمي ومدى انعكاس الأحداث الخارجية على السوق الداخلي.

أسباب مؤثرة على سعر الذهب

تشكل العوامل الجيوسياسية والاقتصادية أهم الأسباب في تحديد مسار أسعار الذهب، ومنها انخفاض الثقة في العملات كالدولار أو اليورو نتيجة ضعف الاقتصاد، إلى جانب التصعيدات السياسية التي تدفع المستثمرين للبحث عن مصادر آمنة لأموالهم، التوترات الأخيرة بين إيران والكيان الصهيوني كانت واحدة من الدوافع الرئيسية لزيادة الطلب على الذهب، إذ أصبحت هذه المخاطر تشكل ضغطًا نفسيًا وماديًا على السوق الاقتصادي العالمي.

وفيما يلي أهم العوامل المؤثرة:

  • التقلبات في قيمة الدولار الأمريكي
  • ارتفاع مستوى التوترات الجيوسياسية عالميًا
  • ارتفاع الطلب على الذهب كملاذ آمن للأموال
  • التوقعات بشأن أداء الاقتصاد العالمي واستثمار البنوك المركزية في الذهب

المقارنة بين الأسعار العالمية والمحلية

لإيضاح مدى التأثير المتبادل بين السوقين، نعرض الجدول التالي:

العيار السعر المحلي (جنيه مصري) السعر العالمي (بالدولار)
عيار 24 5405 3350
عيار 21 4730
عيار 18 4054

التوقعات المستقبلية لحركة أسعار الذهب

من المتوقع أن تستمر أسعار الذهب في صعودها طالما استمرت العوامل المؤثرة كالتوترات السياسية وانخفاض قيمة الدولار، كما أن قرارات البنك المركزي الأمريكي بشأن السياسة النقدية تلعب دورًا جوهريًا في حركة الأسعار، فإذا استمر البنك في الإبقاء على سياسته التوسعية واستمرار ضعف الدولار، فإن الذهب سيحافظ على مكانته كخيار استثماري أول للمستثمرين.

في ظل الأحداث المتلاحقة، يظل الذهب الوجهة الأولى لكل من يود حماية استثماراته من المخاطر غير المتوقعة، لذا فإن متابعة مستمرة للأسواق أمر ضروري لاستغلال فرص الاستثمار في الوقت المناسب.