«سر خفي» اتفاق قوات سوريا الديمقراطية مع أحمد الشرع ماذا يحدث؟

تشهد مناطق شمال شرق سوريا، وبالتحديد في محافظتي الرقة والحسكة، حالة من الترقب الحذر والقلق المتزايد بين السكان المحليين، وذلك نتيجة للانتظار الطويل لتطبيق الاتفاق الذي وقع بين الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مظلوم عبدي قبل ثلاثة أشهر، حيث ورغم التصريحات الإيجابية من الجانبين، إلا أن التنفيذ العملي للاتفاق يبدو بعيد المنال.

تفاصيل الاتفاق بين الحكومة السورية وقسد

الاتفاق الموقع بين الحكومة السورية و”قسد” تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية، تضمن مجموعة محورية من البنود التي تهدف إلى تنظيم العلاقة بين الطرفين وتحقيق الاستقرار في المنطقة، من أولويات هذا الاتفاق دمج المؤسسات المدنية والعسكرية في منطقة شمال شرق سوريا ضمن منظومة الدولة السورية، وتشمل هذه النقاط المنافذ الحدودية، المطارات، بالإضافة إلى حقول النفط والغاز، كما يسعى الاتفاق إلى تحقيق شراكة حقيقية داخل المنطقة من خلال دمج “قسد” كجزء من المؤسسات الحكومية الرسمية لضمان إطار شامل يحفظ استقرار المنطقة ويعزز وحدة الأراضي.

أبرز المعوقات التي تواجه التنفيذ

ورغم أهمية البنود التي يتضمنها الاتفاق، إلا أن التنفيذ العملي يواجه عراقيل حقيقية تتمثل بمنظور كل طرف تجاه هذه البنود، حيث تسعى “قسد” إلى ضمان مستوى من الاستقلالية عبر الحوكمة اللامركزية خاصة في المناطق الخاضعة لنفوذها، بالإضافة إلى مطالبها بالتعددية السياسية، وهو الأمر الذي تعتبره القيادة في دمشق تحديًا للسيادة السورية وترى فيه محاولة لفرض أجندات لا تتماشى مع اللوائح الدستورية للدولة، من جهة أخرى تزيد حساسيات المناطق الكردية والعربية في المنطقة من عمق التعقيدات، مما يجعل تنفيذ الاتفاق يبدو وكأنه اختبار حقيقي لجاهزية الطرفين للتنازل عن بعض المطالب لضمان الاستقرار.

  • تعثر الاتفاق بسبب تضارب المصالح
  • اختلاف الرؤى حول الحوكمة والإدارة الذاتية
  • الخلاف حول الموارد الطبيعية، ومنها النفط والغاز
  • التوترات الجيوسياسية بين سوريا والداعمين الدوليين

العوامل الإقليمية وأثرها على تطبيق الاتفاق

العلاقات المتوترة بين حكومة أحمد الشرع وبعض الأطراف الدولية، لا سيما روسيا والولايات المتحدة، تلعب دورًا محوريًا في تعقيد المشهد السياسي، إذ ترى دول مثل روسيا أن التوجه الأمريكي لدعم هذا الاتفاق يأتي بهدف تحقيق نفوذ أكبر في المنطقة على حساب المصالح الروسية، في المقابل، يلاحظ تغير في موقف بعض الدول الأوروبية تجاه الوضع، حيث بدأت تنادي بتخفيف القيود التي تؤثر على المضي قدمًا في تطبيق الاتفاق المعلق، لكن السؤال الذي يبقى مطروحًا هو إلى أي مدى يمكن لهذه الدول أن تدعم التوافق بين الأطراف السورية الداخلية؟

وفي ظل كل هذه التعقيدات، يرى مراقبون أن نجاح الاتفاق سيعتمد بشكل كبير على تدابير بناء الثقة بين الأطراف، إلى جانب الضمانات من الدول الراعية للاتفاق.

مقارنة بين المواقف المعلنة والمصالح الخفية

الموضوع موقف الحكومة السورية موقف قسد
اللامركزية رفض تام دعم قوي
السيطرة على الموارد تحت إدارة الحكومة إدارة مشتركة
العلاقة مع الولايات المتحدة تحفظ كبير شراكة إستراتيجية

زيارة وفد قسد والأمل بمفاوضات جديدة

وسط هذه التطورات، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن زيارة وفد رسمي يمثل الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا للعاصمة دمشق بتاريخ 31 مايو/أيار من هذا العام، وهذه الزيارة تعتبر أحد المؤشرات المحتملة لتعزيز المفاوضات ورغبة الطرفين في كسر الجمود السياسي، إلا أن تطور الأوضاع يبقى رهين التفاهم حول القضايا العالقة والخلافية، وعلى الرغم من استمرار النقاشات حول كيفية تطبيق الاتفاق على أرض الواقع، إلا أن المشهد يظل معقدًا وغير قابل للتوقع بشكل كبير، مما يجعل السكان المحليين بين أمل التغيير وخشية المصير المجهول.