«تحذير خطير» نشر المارينز بلوس أنجلوس يهدد علاقة الأمريكيين بجيشهم

نشر المارينز بلوس أنجلوس يضر بالعلاقة بين الشعب الأمريكي والجيش

نشر المارينز في لوس أنجلوس أثار حالة غير مسبوقة من الجدل في الولايات المتحدة، إذ اعتبر الكثيرون أن خطوة كهذه تمثل تعديًا خطيرًا على المساحات الفاصلة التي تضمنها الدستور الأمريكي بين الحياة المدنية والعمليات العسكرية، وهو ما يُهدد أحد أكثر جوانب العلاقة بين الشعب الأمريكي والجيش خصوصية، وهي الثقة المتبادلة التي تصونها القوانين الأمريكية منذ الأزل، وتُحكمها تقاليد وأطر دقيقة.

كيف يُشكِّل قانون “بوس كوميتاتوس” قاعدة أساسية؟

قانون "بوس كوميتاتوس" الذي تم سنّه عام 1878، يمثل أحد أبرز التشريعات في التاريخ الأمريكي، إذ يضع قيودًا صارمة تحول دون استخدام الجيش في تنفيذ القوانين المحلية، ويؤكد على أن وظيفته الدفاع عن البلاد من المخاطر الخارجية فقط، لا التدخل في الشؤون الداخلية، إلا في حالات استثنائية كالغزو أو التمرد

لكن في حالة نشر المارينز في لوس أنجلوس، لا يبدو أن هناك مبررًا قانونيًا قويًا يسمح بهذا التواجد العسكري، وهو ما أشار إليه خبراء وقانونيون، إذ أن الاحتجاجات التي أثارت قرار التدخل كانت احتجاجات سلمية تجري ضمن الحدود القانونية، وطالما وصفت بأنها "تحت السيطرة"، فلماذا إذًا اللجوء إلى استعراض القوة العسكرية؟

بهذا، نشهد انحرافًا تاريخيًا عن تطبيق القانون، ما سيؤدي إلى تعطيل الثقة بين الشعب والجيش على المدى الطويل

العلاقة بين الشعب الأمريكي والجيش: أين المشكلة؟

العلاقة بين الشعب الأمريكي وجيشه تمتاز عبر التاريخ بأنها أكثر شفافية مقارنة بكثير من الدول الأخرى، فقد أحجم رؤساء الولايات المتحدة عبر القرون الماضية عن استغلال الجيش في القضايا الداخلية، الأمر الذي أسهم في بناء صورة إيجابية للجيش باعتباره كيانًا مكرّسًا لحماية الشعب، لا تهديده

لكن مع نشر القوات في لوس أنجلوس، تشير تقارير إلى أن تلك الصورة قد تتغير، إذ يقول الكثيرون إن هذا التصرف يحمل دلالات على سياسة تُظهر ميلاً إلى التعامل مع الاختلاف الداخلي كتهديد أمني، ما يدفع الناس للشعور بالخوف من القوات التي وُجدت أصلاً لتأمينهم

إضافة إلى ذلك، فإن استخدام القوة العسكرية محليًا يُضعف الروح المعنوية داخل الجيش، ويؤدي إلى ظهور انقسامات بين صفوفه، حيث يعتبر العديد من الجنود أن مشاركتهم في مثل هذه المهام مخالفة لما انضموا للجيش من أجله

كيف يمكن تجنب تأثيرات استخدام المارينز داخليًا؟

أول خطوة لتجنب الانعكاسات السلبية على المجتمع تتمثل في ضرورة التزام القيادة التنفيذية بالقانون والدستور في أي قرار يتعلق بنشر القوات المسلحة داخليًا، وضمان أن يجري استخدام الجيش فقط في الحالات التي ينص عليها القانون بوضوح

وفي هذا السياق، يمكن تحقيق ذلك عبر:

  • إجراء تحقيق مفصّل من الكونغرس لبحث مدى قانونية نشر المارينز في لوس أنجلوس
  • التأكد من فرض رقابة صارمة على قرارات استخدام القوة العسكرية محليًا
  • مطالبة الرئيس بإلغاء قرار نشر القوات في حال عدم توفر أسباب قانونية واضحة
  • إشراك المجتمع المدني في مناقشة القضايا التي تثير قلقًا داخليًا لتجنب تفاقم الاحتجاجات

كذلك، من المهم أن تأخذ وزارة الدفاع بعين الاعتبار تأثير تصرفاتها على علاقة الجيش بالمجتمع، خاصة مع محاولات تعزيز عمليات التجنيد، حيث يؤدي الاستياء العام من الجيش إلى إحجام الشباب عن الانضمام، وهو ما يمثل تحديًا استراتيجيًا مستقبليًا

نظرة مقارنة بين قرارات سابقة ورؤية الحاضر

يمكن النظر إلى الجدول التالي لفهم كيفية معالجة الرؤساء الأمريكيين لمواقف مشابهة:

الرئيس الموقف الإجراءات المتخذة
جورج واشنطن تمرد الويسكي – 1794 حصل على إذن قانوني واستدعى قوات الميليشيا، وتفاوض مع المتمردين
دوايت أيزنهاور حماية الطلاب السود – 1957 استخدم الحرس الوطني بسلطة قانونية
دونالد ترامب احتجاجات الهجرة – 2020 نشر المارينز بدون توضيح قانوني مقنع

كل هذه النقاط تؤكد على أن الحفاظ على العلاقة الفريدة بين الشعب الأمريكي والجيش مرهون بالالتزام بالقانون وضمان عدم تسييس القوة العسكرية، وهو الأساس الذي يعتمد عليه النظام الديمقراطي الأمريكي منذ سنوات طويلة.