«صدمة جديدة» نشر المارينز بلوس أنجلوس يضعف علاقة الشعب بالجيش الأمريكي

نشر المارينز بلوس أنجلوس وتأثيره على العلاقة بين الشعب الأمريكي والجيش

رأت مجلة فورين بوليسي أن نشر قوات المارينز في لوس أنجلوس للتصدي للاحتجاجات المناهضة لسياسات الرئيس دونالد ترامب بشأن الهجرة يحمل تداعيات خطيرة وغير قانونية على العلاقة بين الشعب الأمريكي وجيشه، حيث أكدت أنه وعلى مدى سنوات طويلة لم يستخدم الجيش للمحافظة على النظام الداخلي إلا في أضيق الحدود، وهو ما جعل الشعب ينظر إلى الجيش بثقة واطمئنان دون خوف

كيف يضر نشر المارينز بلوس أنجلوس بالعلاقة مع الشعب؟

تاريخيًا، حدد القانون الأمريكي أطرًا واضحة لاستدعاء الجيش في الأمور الداخلية، حيث يمنع قانون "بوس كوميتاتوس" تدخل الجيش في تطبيق القانون المحلي إلا في حالات محددة جدًا تستلزم تفويضًا دستوريًا أو من الكونجرس، ومع ذلك تم نشر المارينز في لوس أنجلوس دون وضوح الأساس القانوني لذلك، ما يخلق انقسامًا بين الشعب والجيش ويثير شكوكًا بشأن تجاوز السلطة، وتزايد استخدام الجيش داخليًا دون ضوابط قد يعزز من شعور الرعب لدى الشعب ويهدد المعادلة التي سادت لعقود، فالثقة المتبادلة تعتمد على وضوح القوانين واحترامها

الرؤساء السابقون وأطر استخدام الجيش داخليًا

لطالما التزم الرؤساء الأمريكيون بضوابط صارمة عندما يتعلق الأمر باستخدام الجيش في القضايا الداخلية، فالرئيس جورج واشنطن أشرف بحذر على التعامل مع تمرد الويسكي عام 1794، حرصًا على أن يكون كل إجراء يتحرك وفق الإطار القانوني، كذلك استخدم الرئيس دوايت أيزنهاور والحكومات اللاحقة قوات الحرس الوطني بصورة دقيقة ومحددة لضمان تطبيق قرارات القضاء وحماية الحقوق المدنية، لكن ما نراه الآن يختلف، فقرارات نشر الجنود باتت غامضة وتفتقر للشفافية

جدول أدناه يوضح الفرق بين حالات تاريخية موثقة وبين التصرفات الأخيرة:

ما المطلوب لضمان احترام القوانين؟

تشدد التقارير على ضرورة تدخل الكونغرس بقرارات حاسمة تسعى لفرض رقابة على استخدام السلطة التنفيذية للقوة العسكرية داخليًا، كما ينبغي على الرئيس الحالي توجيه أوامر بإلغاء نشر القوات النظامية للتعامل مع الاحتجاجات، أما القادة العسكريون فعليهم تحمل مسؤولية تحقيق التوازن بين الانصياع للأوامر وحماية العلاقة بين الجيش والشعب، وهذا يتطلب التواصل المباشر مع الكونغرس والمجتمع المدني

ولتوضيح الخطوات الضرورية، يمكن اتباع النقاط التالية:

• إلزام السلطات التنفيذية بالتفويض القانوني الواضح قبل تحريك أي قوات عسكرية
• ضمان وجود مراقبين من الكونغرس لمتابعة أي عمليات نشر عسكرية داخلية
• تعزيز الشفافية من وزارة الدفاع بخصوص الأسس القانونية المستخدمة
• إعادة توجيه القوات نحو مهامها التقليدية المتعلقة بالأمن القومي والسياسة الخارجية فقط

يتضح أن نشر المارينز في لوس أنجلوس لم يكن خطأ عابرًا، بل تحديًا أمام قيم الديمقراطية الأمريكية والمبادئ التي أعلت من شأن الجيش كقوة تدافع عن الشعب لا أداة لإرهابهم، والمطلوب الآن هو تصحيح المسار لضمان استمرار العلاقة القائمة على الثقة والاحترام المتبادل