«صدمة كبرى» الأونروا تؤكد فشل آلية المساعدات الحالية في غزة

الأونروا: آلية المساعدات الحالية في غزة لن تعالج الجوع

يشهد قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث أشار المفوض العام لوكالة “الأونروا”، فيليب لازاريني، إلى أن آلية المساعدات الحالية لن تخفف من الوضع الكارثي للجوع في القطاع، معتبراً أن خطة توزيع المساعدات خارج إشراف الأمم المتحدة تمثل إهانة للكرامة الإنسانية، وتسهم في زيادة المخاطر على الأرواح التي تعاني في الأساس بسبب الحصار والحرب.

ما هي تحديات الأونروا في توزيع المساعدات بقطاع غزة؟

الأونروا تواجه تحديات معقدة في توزيع المساعدات في غزة، ومن أبرزها إغلاق المعابر بشكل كامل منذ مارس الماضي، مما يمنع دخول الضروريات الأساسية إلى القطاع، والحصار المفروض يزيد من تعقيد الموقف، ويحول دون وصول الغذاء والدواء والوقود اللازم للحياة اليومية
إضافةً لذلك، فإن آلية توزيع المساعدات خارج إشراف الأمم المتحدة تعد مشكلة كبيرة، حيث تفتقر للخبرة اللازمة لتوفير مساعدة شاملة وكريمة، مما يعرّض السكان لمزيد من المشقة، كما أن الصراعات الجارية والهجمات المتواصلة أدت إلى شلل نظام الإغاثة بشكل شبه كامل، مع ازدياد عدد الضحايا الذي تجاوز الآلاف من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال

أهمية دور الأونروا لمعالجة الوضع الإنساني في غزة

دور الأونروا في غزة يعد محورياً، إذ تمتلك الوكالة خبرة طويلة ومعرفة عميقة بطبيعة المجتمع المحلي، فهي لا تقتصر على توزيع المساعدات الغذائية، بل تقدم كذلك خدمات إنسانية وتعليمية وصحية للاجئين الفلسطينيين، وهو ما يعزز من صمودهم وسط الأزمات المتلاحقة
كما أن وجود الأونروا يوفر إطاراً دولياً محايداً يضمن وصول المساعدات بشكل آمن وعادل لجميع السكان، بعيداً عن أي تدخلات سياسية، ومع ذلك، فإن الأوضاع الأخيرة أدت إلى تقليص قدرتها على تقديم الدعم بالشكل المطلوب، حيث تسود الفوضى نتيجة اضطراب آليات التوزيع الحالية

كيف يمكن تحسين آلية تقديم المساعدات في غزة؟

لتحقيق تحسينات جوهرية في مجال المساعدات الإنسانية بغزة، ينبغي الالتزام بالإجراءات التالية:

• فتح المعابر بشكل فوري ومستمر، للسماح بدخول المواد الأساسية مثل الغذاء والدواء والوقود
• إعادة الإشراف الكامل للأمم المتحدة والأونروا على عمليات التوزيع، لضمان وصول المساعدات بطريقة منظمة وكريمة
• تعزيز التمويل للعمليات الإنسانية، من خلال المجتمع الدولي والدول المانحة
• إيجاد آلية رقابة ومتابعة دولية لتجنب تعريض السكان لمزيد من المخاطر
• تعزيز الوعي الدولي بحجم الكارثة الإنسانية في غزة، والضغط لإنهاء الحصار

تفاقم الأزمة الإنسانية يعمق من معاناة السكان في غزة يوماً بعد يوم، وهو ما يجعل من دور الأونروا محورياً أكثر من أي وقت مضى، والتعاون الدولي الفوري بات ضرورياً لإنهاء المأساة، حيث إن تحقيق الاستقرار لا يمكن أن يتم بمعزل عن إنهاء الحصار المفروض، وإتاحة المجال للعمل الإنساني بشكل كامل وفعال.