سعر الدولار يهبط لأدنى مستوياته منذ 2022.. وتوقعات بمزيد من الانخفاض

شهد سعر الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا خلال الأيام الأخيرة، ما دفع العديد من المستثمرين والخبراء إلى التساؤل حول مستقبل الدولار وما إذا كان هذا الانخفاض مجرد بداية لتقلبات أكبر، أوضح الاقتصاديون أن العوامل المحيطة بالتضخم، إلى جانب الخطط الجديدة للاحتياطي الفيدرالي، قد تلعب دورًا حاسمًا في تحركات الأسعار خلال الأشهر القادمة.

سعر الدولار يهبط والمخاوف تدفع المستثمرين للتراجع

تراجع الدولار بشكل كبير إلى أدنى مستوياته منذ أبريل 2022، حيث سجل مؤشر الدولار الفوري وفق بيانات بلومبرج انخفاضًا بنسبة 0.8% وسط مخاوف متزايدة حول السياسات الاقتصادية، ساهمت تصريحات وتوجهات الرئيس الأمريكي، التي تشمل تفعيل بعض الرسوم الجمركية أحادية الجانب، في إثارة مخاوف المستثمرين حول استقرار الاقتصاد الأمريكي، وهو ما انعكس على أداء الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى عالميًا.

الملفت للنظر أن هذا التذبذب جاء بعد صدور بيانات أمريكية تشير إلى ضعف التضخم في أسعار المنتجين لشهر مايو، حيث انخفضت تكاليف السلع والخدمات، وهو ما أضعف التكهنات بزيادة أسعار الفائدة على المدى القريب، وبدلاً من ذلك، ارتفع اليورو والجنيه الإسترليني إلى مستويات قياسية، فيما سجلت بقية عملات مجموعة العشرة ارتفاعًا أمام الدولار.

• الدولار يواصل الهبوط بالرغم من التوقعات بشأن معدلات الفائدة
• الرسوم الجمركية وأثرها على توقعات المدى الطويل للدولار
• تقلُّب السياسات النقدية يلعب دورًا رئيسيًا في تراجع قيمة العملة

كيف يمكن أن تتغير سياسة الاحتياطي الفيدرالي في ظل انخفاض الدولار؟

من المنتظر أن يُعقد الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في 18 يونيو، وسط ترقب عالمي لمعرفة ما إذا كان البنك المركزي الأمريكي سيقرر تخفيض أسعار الفائدة أو الإبقاء عليها دون تغيير، تعكس الاتجاهات الراهنة احتمالية خفض ملحوظ في أسعار الفائدة قصيرة الأجل، حتى أن بعض المستثمرين يراهنون على هبوط الدولار بنسبة تصل إلى 10% خلال عام واحد فقط بناءً على التصريحات الأخيرة.

إضافة إلى ذلك، صرح بول تيودور جونز، مؤسس صندوق Tudor Investment، أن انخفاض الدولار الأمريكي هو نتيجة حتمية للسياسات التجارية والضريبية المتبعة، مع الإشارة إلى أن الربع الأول من العام كان قد شهد انخفاضًا يزيد على 8% في قيمة العملة وسط توتر الأوضاع الاقتصادية المحلية والدولية.

ولزيادة توضيح الأرقام والتأثيرات، إليك مقارنة بسيطة توضح أداء العملات مقابل الدولار حتى الآن هذا العام:

ما هي توقعات الخبراء لانخفاض الدولار في المستقبل؟

على الرغم من التحولات الأخيرة، يرى الخبراء أن الدولار لم يصل بعد إلى نهاية مساره التراجعي، حيث أشار استراتيجيو وول ستريت إلى أن الدولار الأمريكي ما يزال في مسار هبوطي طويل الأجل، مع احتمالية خفض أكبر في المستقبل، يعزز هذا التوقع تسجيل المستثمرين ما يقارب 12.2 مليار دولار من الرهانات المتوقعة بانخفاض قيمة العملة الأمريكية.

وفي ظل تلك الأحداث، نرى أن المضاربين في أسواق الفوركس يعتمدون على المتغيرات الاقتصادية الرئيسية وأي مستجدات سياسية قد تطرأ، مثل التوترات التجارية والتضخم الصاعد، هذه العوامل هي التي ستحدد مدى استمرار هبوط الدولار أو استقراره عند مستويات معينة بعد هذا التراجع الحاد.