«مفاجأة صادمة» اغتيال قيادي حوثي بارز يكشف ضعف السيطرة القبلية

لقي القيادي الحوثي محسن مهدي الشريف، المعروف باسم “أبو نجيب الشريف”، مصرعه برصاص مسلحين قبليين، مساء الجمعة، في حادثة تشير بوضوح إلى مدى رفض الشعب اليمني لمليشيا الحوثي وأساليبها التعسفية. هذه الحادثة لم تكن مجرد مواجهة مسلحة عابرة، بل تعكس حجم التوترات المتصاعدة في محافظة الجوف، حيث تلعب المليشيا دورًا بارزًا في تأجيج النزاعات القبلية لتقسيم المجتمع.

النزاعات القبلية في محافظة الجوف وتأثير الحوثيين

في سياق الأحداث الميدانية بمحافظة الجوف، بات واضحًا أن النزاعات المسلحة بين القبائل، وأبرزها “ذو محمد” و”ذو حسين”، أصبحت أكثر حدة بسبب محاولات الحوثيين لعب دور السمسار بين الأطراف المتناحرة، تتبع مليشيا الحوثي استراتيجيات مدروسة لتحريض القبائل ضد بعضها البعض، معتمدة على سياسة “فرّق تسد”، مما يسمح لها بتحقيق مكاسب غير مشروعة في ظل هذه الفوضى، وقد بلغ الاحتقان مستويات تنذر بتصعيد أكبر، سيؤدي إلى إضعاف أي جهود لإعادة الاستقرار إلى هذه المنطقة.

مصرع أبو نجيب الشريف ودلالاته على الوضع الأمني

مقتل أبو نجيب الشريف، الذي شغل منصبًا مزعومًا بصفة مدير أمن المحافظة، يجسد مدى تصاعد الغضب الشعبي ضد وجود الحوثيين في مناطق شمال اليمن، الرفض القبلي المتمثل في المواجهات المسلحة ليس فقط تحديًا للحوثيين، بل أنه يثبت عدم قدرتهم على بسط سيطرتهم الحقيقية، كما أن مثل هذه الحوادث تُبرز جانبيْن: الأول هو هشاشة النظام الأمني المزعوم الذي أقامته المليشيا الحوثية، والثاني هو عمق نفور القبائل اليمنية من الهيمنة الحوثية.

التداعيات الإنسانية والاجتماعية للنزاعات بجوف اليمن

الصراعات المستمرة بين القبائل والمليشيات في الجوف لم تقتصر على الجانب الأمني فقط، لكنها أثرت بشكل مباشر على السكان المحليين، هذه المناوشات المستمرة فاقمت من معاناة الأهالي، حيث يعاني معظم السكان من نزوح واسع النطاق نتيجة انعدام الأمان، إنهار أيضًا مستوى الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والاقتصاد المحلي، مما خلق بيئة معيشية خانقة تزيد من حالة التوتر المجتمعي.

  • ارتفاع معدلات النزوح بين الأسر بسبب المواجهات المسلحة.
  • اشتداد الأعباء الاقتصادية على المواطنين في ظل انقطاع مصادر الدخل.
  • تركيز الحوثيين على تسليح القبائل بدلًا من دعم الخدمات الإنسانية.
  • تدهور البنية التحتية نتيجة الاعتداءات المستمرة والصراعات الداخلية.

إلى جانب هذا، فإن الوضع الأمني في المحافظة هش للغاية، حيث يؤدي غياب القيادة الحقيقية إلى تفاقم الفوضى في مناطق النزاع، وقد بنى الحوثيون هيكلًا زائفًا للنظام الذي انهار فور تعرضه لأدنى مقاومة من القبائل.

مقارنة ميدانية حول مناطق سيطرة الحوثيين

 
المنطقة حجم السيطرة الحوثية درجة المقاومة القبلية الوضع الإنساني
الجوف ضعيفة مرتفعة متدهور
صنعاء قوية متوسطة متوسط
مأرب هامشية عالية جيد نسبيًا

من الملاحظ أن محافظة الجوف تشهد تصعيدًا وصراعًا قبليًا أكبر مقارنة بمناطق أخرى، ما يجعلها نقطة ضعف استراتيجية بالنسبة للحوثيين، فكلما زادت المقاومة القبلية، تفاقمت مشاكل الحوثيين الأمنية والعسكرية.

من الواضح أن مقتل قيادي مثل “أبو نجيب الشريف” يُلقي الضوء على التحديات التي تواجه مليشيا الحوثي لاستمرار هيمنتها، كما يكشف مدى استنزافها أمام ضربات رجال القبائل الذين يقفون في وجه مشاريع الفوضى التي تروج لها، بينما تتنامى يومًا بعد يوم شعلة المقاومة في قلوب أهل اليمن.