«تحليل عميق» توترات الشرق الأوسط تهز أسعار النفط والذهب عالميًا

أكد المحلل السياسي البارز أحمد نجم، أن التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط لها تأثير مباشر على أسعار النفط والذهب، مشيرًا إلى أنه خلال مداخلته عبر فضائية «إكسترا نيوز» باستخدام تطبيق «زووم»، أوضح أهمية المتغيرات السياسية العالمية وتأثيرها على الأسواق المالية والسلع الأساسية بشكل لافت.

كيف تؤثر التوترات الإقليمية على أسعار النفط؟

شهد الشرق الأوسط تصعيدًا ملحوظًا في التوترات السياسية مؤخرًا، وقد أشار «نجم» إلى أن هذه التوترات ربما تُحدث تخوفًا كبيرًا بين المستثمرين، حيث أن هذه المنطقة تعد قلب إنتاج النفط عالميًا، وأي مخاطر تلحق بإمداداته قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير، وتسبب هذه المخاوف عدم استقرار في عملية العرض والطلب عالميًا، بالإضافة إلى زيادة الملاذات البديلة التي يعتمد عليها المستثمرون حين ترتفع أسعار السلع النفطية.

  • ارتفاع المخاطر السياسية يؤدي إلى تأثير مباشر على تكلفة النقل والإنتاج.
  • سعي الدول المستهلكة إلى تأمين مصادر طاقة بديلة قد يزيد من زعزعة استقرار السوق الحالي.
  • زيادة الأسعار غالبًا ما ترتبط باضطرابات مثل الحوادث البحرية أو المواجهات العسكرية في المناطق الحيوية.

علاقة الذهب والتوترات العالمية

أوضح المحلل السياسي أن الذهب يُعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات العالمية، وهذا يجعل الطلب على المعدن الأصفر يرتفع عندما تشهد الأسواق حالة من عدم اليقين، وأضاف أن الأزمات السياسية غالبًا ما تؤدي إلى اتساع الفجوة السعرية للذهب، حيث يلجأ المستثمرون للتخلص من العملات الورقية غير المستقرة لصالح المعادن النفيسة، ومن الأمثلة على ذلك تأثير نقص السيولة والضغوط الاقتصادية التي تعقب الأحداث السياسية، وهو ما شهدته الأسواق خلال أزمة كورونا كذلك بين الولايات المتحدة والصين.
في الجدول التالي نستعرض مقارنات حول تأثير التوترات على سعر الذهب والنفط:

السلعة أثر التوترات الإقليمية مدى التحرك السعري
النفط ارتفاع نتيجة تصاعد المخاطر الجيوسياسية ما بين 5% إلى 15%
الذهب زيادة الإقبال عليه كملاذ آمن ما بين 10% إلى 20%

الصين والولايات المتحدة: صفقة غامضة لها ارتدادات

خلال تصريحاته، أكد أحمد نجم أن التوصل الأخير إلى صفقة بين الولايات المتحدة والصين كان له دور كبير في تهدئة الأسواق مؤقتًا، إلا أنه حذر من أن التصعيد المحتمل في هذا النزاع التجاري قد يدخل الأسواق في دوامة جديدة من عدم الاستقرار، وأشار إلى أن عدم وضوح بنود الصفقة المعلنة يضيف عبئًا آخر على حالة الغموض الاقتصادي، التي عادة ما تكون حافزًا لصعود أصول مثل الذهب والنفط، وخاصة إذا ما دخلت دول أخرى كجزء من هذه النزاعات الاقتصادية العالمية.

  • غياب الوضوح في الاتفاقيات التجارية يزيد من اضطراب الأسواق.
  • التوتر بين الدول الكبرى يعيد تشكيل شبكات العرض العالمية.
  • المدى الزمني لأي اتفاقية يؤثر في استمرارية ثبات الأسعار أو ارتفاعها.

في الختام، يظل من الواضح أن الشرق الأوسط كمنطقة جيوسياسية محورية يلعب دورًا لا غنى عنه في تحديد ديناميكيات أسواق النفط والذهب العالمية، وفي ظل تصاعد التوترات، يواصل المستثمرون ترقب تأثير الأحداث على الاقتصاد العالمي، مما يعيد تذكير الجميع بأن السياسة والأسواق دائمًا وجهان لعملة واحدة، وبينما يسعى البعض لتحقيق الاستقرار، فإن الأسواق تظل مظلة قوية تعبر عن الاتجاهات العالمية المضطربة.