«قفزة تاريخية» اليورو يصل لأعلى مستوى مقابل الدولار منذ أربع سنوات

وصل سعر اليورو إلى أعلى مستوى له منذ ما يقرب من أربع سنوات مقابل الدولار الأمريكي، إذ أصبح المستثمرون أكثر انجذابًا للاستثمارات الآمنة مشددين على تقييم أوضاع التجارة بين الولايات المتحدة والصين ومدى استقرارها، هذه التغيرات سلطت الضوء على الأوضاع الجيوسياسية وأثرها على الأسواق المالية حول العالم.

لماذا وصل سعر اليورو إلى أعلى مستوياته؟

دائمًا ما يأتي ارتفاع سعر اليورو نتيجة لمزيج من الأحداث الاقتصادية والسياسية، ومع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطوة تحذيرية تتمثل في نقل أفراد أمريكيين من الشرق الأوسط بسبب تصاعد المخاطر هناك، ازداد القلق حول استقرار الإقليم وما قد يترتب على ذلك من تأثير عالمي، إضافة إلى ذلك، فإن هشاشة الاتفاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تلقي بثقلها على قرارات المستثمرين، مما يدفعهم إلى التخلي عن الدولار والبحث عن بدائل أكثر استقرارًا كاليورو.

  • المخاطر الجيوسياسية تدفع رؤوس الأموال نحو المناطق ذات الظروف الأكثر استقرارًا
  • التوترات في الشرق الأوسط تؤثر على معنويات الأسواق بشكل مباشر
  • التوجه نحو الملاذات الآمنة مثل العملة الأوروبية الموحدة “اليورو”

تحركات العملات والاتجاه إلى الملاذ الآمن

لاحظ المحللون ارتفاع العملات التي يمكن وصفها بالملاذات الآمنة بسرعة، مثل الفرنك السويسري والين الياباني، حيث زاد الفرنك بنسبة 0.8%، ووصل إلى 0.8138 مقابل الدولار في حين صعد الين بنسبة 0.6% ليصل إلى 143.70 مقابل الدولار، أما اليورو فقد شهد ارتفاعًا مثيرًا للإعجاب مقتربًا من حاجز 1.1589 دولار، هذه الأرقام تشير إلى مدى حساسية الأسواق لأي تحركات في الأحداث الجيوسياسية أو محادثات التجارة الدولية.

العملة التغير % السعر مقابل الدولار
اليورو +0.7% 1.1568
الفرنك السويسري +0.8% 0.8138
الين الياباني +0.6% 143.70

دور البنك المركزي الأوروبي في دعم اليورو

لعبت السياسة المتشددة للبنك المركزي الأوروبي دورًا في دفع اليورو لمزيد من المكاسب، مع تصريح قادة البنك أن التضخم قد عاد أخيرًا إلى مستوياته المستهدفة البالغة 2%، هذا أعطى نوعًا من الثقة في السوق، مما شجع المستثمرين على تعزيز مراكزهم بالعملة الأوروبية الموحدة، ومع ذلك، فإن صانعة السياسة إيزابيل شنابل أشارت إلى أن القوة الحالية لليورو ليست نتيجة مباشرة لفروق أسعار الفائدة، بل هي انعكاس لصدمات الثقة الإيجابية التي تشهدها الأسواق الأوروبية، هذه الشهادات توجه الأنظار نحو قوة منطقة اليورو كمحور اقتصادي عالمي حتى في ظل الأزمات العالمية.

من الواضح أن الأسواق العالمية تحت تأثير مباشر لما يحدث على الساحة السياسية والاقتصادية، وعليه يبقى مراقبة تلك العوامل بدقة هو السبيل لفهم تحركات كبيرة مثل قفزة اليورو الأخيرة.