«صدمة كارثية» حريق هائل يدمر سوق السيراميك في حي المرج بمصر

ليلة مأساوية عاشتها منطقة المرج بمحافظة القاهرة، حيث اندلعت النيران في سوق السيراميك في الساعات الأولى من الفجر، وحوّلت الحريق السوق كله إلى ساحة مأساوية خلال دقائق فقط، حيث التهمت النيران عشرات المحال التجارية، مسببة خسائر فادحة في البضائع والأثاث والأدوات الصحية، وتزامن ذلك مع صرخات الأهالي ومحاولاتهم اليائسة للسيطرة على الموقف وسط غياب فرق الإطفاء في البداية.

تفاصيل الحادث وامتداد النيران

بدأ الحريق في محل صغير لبيع السيراميك، انطلقت منه ألسنة اللهب بشكل مفاجئ لتنتشر إلى المحال المجاورة بسرعة رهيبة، ومع اشتعال البضائع المخزنة وحساسية المواد المباعة في السوق، أدّى ذلك إلى تضخم الحريق وتحوله إلى كارثة حقيقية، وأفاد شهود عيان بأن السبب قد يكون ماسًا كهربائيًا، لكن التحقيقات ما زالت جارية لتحديد الأسباب بدقة.

كانت النيران أشبه بعاصفة مدمّرة، إذ تطاير الدخان في كل مكان، وتشكلت أعمدة أدخنة سوداء شاهقة، بينما هدّد الحريق المباني السكنية المجاورة للسوق، وأصيب الأهالي بحالات اختناق جراء التعرض للدخان الكثيف، فيما ناشد السكان القريبون الحكومة بسرعة التحرك وإرسال أي مساعدات ممكنة للسيطرة على الحريق قبل وقوع كارثة أكبر.

تقصير الاستجابة وتفاقم الوضع

رغم تكرار نداءات الاستغاثة، تأخرت استجابة سيارات الإطفاء، الأمر الذي زاد الوضع سوءًا، حيث حاول الأهالي الاعتماد على إمكانياتهم البدائية لإخماد النيران باستخدام خراطيم المياه الأرضية وبعض الأدوات البسيطة، لكنها لم تكن كافية أمام حجم الكارثة وانتشار النيران الكبير.

وثّقت منصات التواصل الاجتماعي الحريق من خلال بثّ مقاطع فيديو تُظهر انهيار الهياكل المعدنية للمحال وسط النيران الهائلة، وصراخ التجار الذين هرعوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ومع ذلك، لم تفلح هذه المحاولات في احتواء الموقف، ما دفع الحكومة لمضاعفة عدد سيارات الحماية المدنية التي وصلت لاحقًا.

خسائر كبيرة وتضامن شعبي

قدّر التجار أن الحريق تسبب في خسائر تقدر بملايين الجنيهات، حيث دمّر الحريق كليًا العديد من المحال والبضائع المخزنة، مع انهيار المباني المؤقتة والأسقف المعدنية، وتعرّض بعض التجار لحالات إغماء واختناق أثناء محاولاتهم نقل البضائع. كانت هذه الخسائر أكبر من تصورات الجميع، حيث يعتمد أصحاب المحال على السوق كمصدر وحيد لدخولهم.

على الجانب الإنساني، شهدت منطقة المرج تضامنًا كبيرًا من سكان المنطقة والمناطق المجاورة، حيث اندفع عدد من الشباب للمساعدة في إنقاذ التجار وممتلكاتهم، ومساندتهم في التعامل مع الحريق. أشادت هذه الروح الجماعية بالرغبة المشتركة في تقليل حجم الكارثة قدر الإمكان، وبيّنت كيف يمكن للمجتمع أن يتكاتف في أوقات الشدة.

  • إخلاء المتاجر وإبعاد البضائع القابلة للاشتعال.
  • محاولات فردية باستخدام وسائل تقليدية كالمياه والخراطيم.
  • استمرار المطالبة بتدخل الجهات الرسمية.

التحقيقات والمطالبات بالتعويض

مع بزوغ الصباح، باشرت النيابة العامة التحقيقات لمعرفة أسباب الحريق وتحديد المسؤوليات، مطالِبة التجار بتقديم مستندات تبين حجم خسائرهم لتقييم الوضع وتوفير الدعم اللازم، كما أكدت بعض الهيئات الرسمية الحاجة إلى تجهيز السوق بخدمات سلامة أكثر كفاءة.

تتجه الأنظار نحو الحكومة ومطالبات سكان المرج بضرورة تحسين الظروف الأمنية والسلامة داخل الأسواق الشعبية، حيث اقترح البعض تحسين البنية التحتية للسوق، وإدخال أنظمة إطفاء تلقائية لتفادي تكرار هذه الحوادث الكارثية، ومن بين الخطوات المقترحة:

  • توفير صناديق إطفاء متنقلة ومعدات إنقاذ محدّثة.
  • إعادة تنظيم الأسواق الشعبية لتشمل ممرات طوارئ واسعة.
  • تدريب العاملين والتجار على التعامل مع سيناريوهات الحريق.

ومع مشاركة الجهات التحقيق بأسلوب جاد، يتطلع التجار المتضررون وأهالي المنطقة إلى توفير حلول ملموسة وسريعة لتقليل الخسائر مستقبلاً وعدم تكرار هذه الحادثة المؤلمة.

الجوانب الوضع الحالي المطلوب تحسينه
إجراءات السلامة ضعيفة وغير كافية إضافة أنظمة إطفاء آلية
استجابة الطوارئ متأخرة زيادة جاهزية الدفاع المدني
البنية التحتية للسوق تعاني الازدحام العشوائي إعادة التخطيط مع ممرات طوارئ

حادثة سوق السيراميك تعكس خطورة عدم الاهتمام بإجراءات السلامة في الأسواق العشوائية، والمأمول هو أن تكون هذه الحادثة نقطة انطلاق لتحسين ظروف الأسواق وتوفير حماية أفضل لتجارها ومستثمريها، سعيًا لتجنب تكرار مآسي مماثلة مستقبلًا.