«مآسي مخفية» الأطفال في غزة يعيشون طفولة تحت القصف بلا أمان

الطفولة في غزة تواجه معاناة يومية، حيث يعيش الأطفال تحت وطأة الحرب والحصار الذي لا ينتهي، ويصبح الخوف، الدمار، وغياب الأمان جزءًا أساسيًا من يومياتهم، فالطفولة التي يُفترض أن تعيش الحرية واللعب تتبدل إلى حياة مليئة بالمخاوف والصدمات، وفي ظل هذا الوضع تتجلى قوة الأطفال على الصمود والتكيف مع واقعهم المؤلم.

الطفولة في غزة .. بين الأنقاض والحرب

تُعتبر الطفولة في غزة من أكثر الفئات المتأثرة بالصراعات، حيث تصحبهم مشاهد الحرب والقصف منذ ولادتهم، ووفقًا لتقارير دولية، يشكل الأطفال أكثر من نصف سكان القطاع، وهو ما يجعلهم الأكثر عرضة للخطر والمعاناة، فمن القتلى والجرحى إلى الأطفال الأيتام والمشردين، يواجه هؤلاء مستقبلًا غامضًا مليئًا بالتحديات النفسية والمعيشية.

المدارس تحت القصف .. التعليم في خطر

في كل عدوان جديد على غزة، تصبح المدارس هدفًا بدلًا من أن تكون ملاذًا آمنًا، فهي تتحول إلى مراكز إيواء وربما إلى أهداف للقصف، ما يؤدي إلى تعطيل التعليم وفقدان المعلمين وتدمير المباني، الأطفال هناك يدرسون تحت ظروف صعبة وغير مستقرة، مما يعكس تحديًا كبيرًا في الحفاظ على حقوقهم التعليمية الأساسية.

ألعاب تحت الحصار .. انعكاس لواقع الحرب

الأطفال في غزة يعبرون عن واقعهم الحزين حتى في ألعابهم، إذ يبتكرون ألعابًا تحاكي مشاهد الحرب مثل تمثيل دور مقاوم أو شهيد، بدلاً من أدوار الطبيب أو المعلم، وهذا النوع من اللعب يعكس مدى تأثير البيئة القاسية عليهم، ومع ذلك نجدهم يحاولون خلق فرص للفرح والابتكار حتى من بين الحطام والجدران المدمرة.

مراكز الدعم النفسي .. بصيص أمل

بالرغم من الحصار والموارد المحدودة، تسعى مراكز متخصصة لمساعدة الأطفال نفسيًا من خلال جلسات دعم وورش فنية وترفيهية، حيث تُعد المسرحيات والجلسات الفنية وسيلة للتعبير والتفريغ النفسي لهذه الفئة، إلا أن الحاجة ما زالت أكبر من الإمكانات المتاحة، مما يستدعي تدخلًا دوليًا جادًا لحماية حقوق الأطفال ودعمهم في مواجهة الصدمات.

أطفال بلا مأوى .. وجروح لا تندمل

مع استمرار الهجمات، تفقد آلاف العائلات منازلها، مما يضطر الأطفال للعيش في مراكز إيواء مكتظة أو خيام، حيث يفتقرون إلى أدنى مقومات الراحة والخصوصية، هذا الوضع ينتج عنه أزمات نفسية وسلوكية حادة، مثل الانطواء أو البكاء الليلي المتكرر، إذ يعيش هؤلاء الأطفال في واقع يحرمهم من الأمان والاستقرار.

رسائل إلى العالم من قلب الطفولة في غزة

كتابات الأطفال في غزة تروي قصصهم المؤلمة وأحلامهم المسلوبة، فهم يكتبون للعالم عن رغبتهم في العيش بسلام بعيدًا عن القصف والخوف، مثل طفل قال: “أحلم بحياة طبيعية، مدرسة دون صواريخ ولعب دون خوف”، هذه الرسائل تشكل وثائق صادمة تُظهر التأثير المدمر للحرب على نفوس الأبرياء.

واقع مرير واستمرارية الألم

مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في استهداف المدنيين، تضاعفت معاناة الأطفال في غزة بشكل كبير، فالهجمات الأخيرة خلفت آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الإصابات، بما يشير إلى تفاقم الكارثة الإنسانية، الأطفال في غزة يعيشون في ظروف تهدد حياتهم وأحلامهم، وسط صمت عالمي يعجز عن تخفيف معاناتهم المتصاعدة.