«أزمة غامضة» ريال مدريد يعاني بين تأخر اللاعبين أم قرارات أنشيلوتي

استحوذ حديث اللاعب السابق في ريال مدريد، توني كروس، على الاهتمام بسبب إشارته إلى الفوارق في الانضباط داخل النادي الملكي مقارنة بفلسفة نادي برشلونة بقيادة المدرب الألماني هانز فليك. كان هذا التصريح الذي أدلى به نجم خط الوسط الألماني محط التركيز لأنه أضاء على فلسفتين مختلفتين تماماً يدير بهما الناديان مناسباتهما ويضعان قواعد التعامل مع التأخير عن الاجتماعات أو التدريبات.

كروس يكشف سياسة ريال مدريد وبرشلونة في التعامل مع الانضباط

أوضح كروس أن قوانين الانضباط داخل ريال مدريد تختلف جذرياً عن تلك الموجودة في نادي برشلونة، حيث يعتمد المدرب هانز فليك على أساليب صارمة لضمان التزام اللاعبين. في تصريحاته، قال كروس إن فليك لجأ لاستبعاد بعض اللاعبين عن الفريق لمجرد تأخرهم عن الاجتماعات المهمة، مشيراً إلى أن هذا النهج يظهر بشكل دوري في برشلونة. على الجانب الآخر، كانت هذه القوانين أكثر مرونة داخل ريال مدريد، حيث لم يكن التأخير سبباً لمعاقبة اللاعب بتلك الحدة، بل كان يواجه أحياناً بمزاح داخل الفريق.

التناقض بين فلسفة فليك وكارلو أنشيلوتي في إدارة الفرق

تتضح الفروق بجلاء في منهجية فليك الصارمة مقارنة بالطريقة التي كان يدير بها كارلو أنشيلوتي فريق ريال مدريد، والتي قال عنها كروس إنها تعتمد على التعامل الليّن والتقديري مع المواقف، تأتي سياسة فليك معتمدة على الضبط الكامل والاهتمام بأدق التفاصيل لضمان تحقيق الأهداف. وفي هذا السياق، أشار كروس إلى أن فلسفة المدرب الجديد قد تكون ذات طابع تقليدي أكثر؛ لكنها أثبتت نجاحها مع فريق برشلونة هذا الموسم، خاصة بعد تحقيق عدة ألقاب مهمة مثل السوبر الإسباني، كأس الملك، والدوري الإسباني.

النجاحات الملموسة لفليك مع برشلونة

من الصعب تجاهل التأثير الذي أحدثه فليك منذ توليه قيادة برشلونة في الصيف الماضي، فبالاعتماد على قوانين التنظيم والانضباط، استطاع دفع الفريق إلى مستويات أداء عالية انعكست في نتائج ملموسة. وجدير بالذكر أن العناصر الأساسية لتعزيز تلك الانضباطية لم تقتصر فقط على المعاقبة، بل تضمنت بناء ثقافة الالتزام والمسؤولية الجماعية بين اللاعبين في كل اجتماع وتدريب.

ريال مدريد بين الحرية والمرونة في تطبيق قوانين الانضباط

على النقيض، يرى كروس أن ريال مدريد كان يتميز بسياسة أكثر مرونة، وهو ما انعكس في طبيعة التعامل بين المدرب واللاعبين، حيث ذكر أن موقفاً مثل التأخير عن الاجتماعات ربما كان لينتهي بضحكات داخل الفريق بدلاً من الوصول إلى عقوبات صارمة. ومع ذلك، من الواضح أن هذه الفلسفة لم تحمل الفريق نحو تحقيق البطولات هذا الموسم كما فعل فريق برشلونة، بل على العكس، رحل أنشيلوتي بعد موسم صفري لم يحقق فيه الفريق أي ألقاب.