«مفاجأة كبرى» الذهب ينتعش مع تراجع قيمة الدولار الأمريكي

تشهد الأسواق الأوروبية ارتفاعًا في أسعار الذهب لليوم الثاني على التوالي، حيث ارتفعت بنسبة 0.75% لتصل إلى 3,377.85 دولارًا للأوقية، ويعد الهبوط المستمر في مؤشر الدولار الأمريكي من المحركات الأساسية لهذا الصعود، يعتبر ضعف الدولار محركًا إيجابيًا يدفع المتداولين الحاملين لعملات أخرى نحو شراء السبائك الذهبية المسعرة بالدولار، وهو ما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.

ارتفاع أسعار الذهب بسبب تراجع الدولار الأمريكي

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا واضحًا وسط تراجع ملحوظ في أداء مؤشر الدولار الأمريكي، حيث انخفض المؤشر بنسبة 0.35% ليصل إلى أدنى مستوى له في شهرين عند 98.25 نقطة، ويعمق الدولار بذلك خسائره للجلسة الثانية على التوالي، ومن المعروف أن تراجع الدولار يجعل الذهب أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى، مما يؤدي إلى زيادة الطلب عليه، هذا الاتجاه جاء مصحوبًا ببيانات أمريكية أقل من المتوقع حول التضخم، والتي قلصت التوقعات بشأن رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

تأثير التضخم وتوقعات الفائدة على الذهب

سجل التضخم الأساسي في الولايات المتحدة ارتفاعًا أقل مما كان متوقعًا خلال الشهر الماضي، وهو ما أثر بدوره على قرارات الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بأسعار الفائدة، البيانات الصادرة أدت إلى تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة بدايةً من سبتمبر المقبل، إذ أن هبوط معدل التضخم يخفف من الضغوط على صناع القرار النقدي، كما أن التسوية مؤخرًا بين الولايات المتحدة والصين بشأن بعض الأمور التجارية ساعدت في تقليل المخاوف المتصلة بالرسوم الجمركية، وهو ما أضاف دعمًا إضافيًا لاستقرار الأسواق.

نظرة فنية وتحليل السوق

بحسب ما ذكره “كلفن وونج” محلل السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فإن الاختراق الصعودي لمستوى المقاومة عند 3,346 دولار حفز عمليات شراء فنية، كما أضاف أنه مع البيانات الحالية، يبدو أن الاحتياطي الفيدرالي قد يتحرك بوتيرة أسرع لتخفيف السياسة النقدية، مما يعزز جاذبية الذهب كاستثمار آمن، من ناحية أخرى، حيازات الذهب في صندوق SPDR Gold Trust شهدت تراجعًا بمقدار 1.72 طن متري، ليصل الإجمالي إلى 934.19 طن متري، وهو أدنى رقم تم تسجيله منذ الثاني من يونيو الجاري.

تحليل النظرة المستقبلية للذهب

تشير التوقعات إلى استمرار ارتفاع أسعار الذهب على المدى القريب، مدعومًا بضعف الدولار والمخاوف المستمرة من خفض الفوائد في الولايات المتحدة، المستثمرون ينتظرون صدور بيانات أسعار المنتجين المقبلة والتي ستوفر مزيدًا من التوضيح حول مسار التضخم خلال الأشهر المقبلة، استمرار تراجع حيازات صناديق المؤشرات مثل SPDR يعتبر مؤشرًا إضافيًا على تحول السيولة نحو أسواق أخرى أو توجيهها للاستفادة من الأصول ذات العوائد الأفضل، ومع ذلك، يبقى الذهب خيارًا جذابًا للكثير من المستثمرين كملاذ استثماري آمن في ظل تقلبات أخرى محتملة.