«صدمة غير متوقعة» طيران اليمنية يتسبب بجدل واسع مع الحوثيين

أثارت قرارات الخطوط الجوية اليمنية المتعلقة بإلغاء تذاكر السفر الصادرة من العاصمة صنعاء التي تخضع لسيطرة مليشيا الحوثيين، حفيظة الأخيرة وسط جدل واسع حول تأثير هذا القرار على المواطنين. جاء هذا الإجراء ضمن سياق معقّد يعكس التوتر المتزايد بين الأطراف اليمنية على إدارة آلات النقل الجوي وشؤونها الحيوية، فيما تحدثت التقارير عن توقف خدمات الطيران عبر مطار صنعاء بشكل كامل مؤقتًا نتيجة الغارات الجوية الأخيرة التي استهدفت المنشآت هناك وطائرة تابعة للشركة اليمنية.

تداعيات إلغاء تذاكر السفر من صنعاء

تمثل خطوة إلغاء تذاكر السفر الصادرة من صنعاء نقطة جديدة في صراع طويل الأمد يطال قطاع الطيران اليمني، خاصة مع اتهامات متبادلة حول تحمل مسؤولية تعطيل حركة التنقل داخل البلاد وخارجها. بيان الهيئة العامة للطيران المدني التابعة للحوثيين أشار بوضوح إلى رفضهم التام لهذا القرار، معتبرًا إياه انتهاكًا صارخًا لحقوق المواطنين، لا سيما الفئات الأكثر تضررًا كالمرضى العالقين بالخارج الذين لا يمكنهم تحمل تكاليف جديدة للسفر، حيث أكد البيان على ضرورة تحييد مصالح المواطنين عن الخلافات الإدارية التي تشهدها الشركة.

مطالب الهيئة العامة للطيران المدني

الهيئة المدعومة من الحوثيين دعت الخطوط الجوية اليمنية إلى التراجع الكامل عن قرارها، محذرة من تبعاته الاقتصادية والإنسانية التي قد تفاقم معاناة آلاف اليمنيين، كما شددت على أهمية توجيه الجهود نحو ضمان استمرار تقديم خدمات النقل الجوي لكل المحافظات اليمنية دون أي تمييز أو تحيز جغرافي. الهيئة دعت إدارة الخطوط الجوية إلى تبني مواقف مسؤولة تلبي احتياجات الشعب دون التسبب بمزيد من الأزمات وتعميق الصراع الداخلي في القطاع الحيوي.

الغارات الجوية وتأثيرها على حركة السفر

الإعلان المفاجئ عن توقف كامل ومؤقت لرحلات الخطوط الجوية اليمنية عبر مطار صنعاء الدولي جاء عقب غارات إسرائيلية استهدفت منشآت المطار ومدرج الهبوط، الأحداث الأخيرة أسفرت عن تدمير طائرة تابعة للخطوط اليمنية ما أعاق الحركة الجوية بشكل كامل وأدى إلى توقف استخدام المطار الرئيسي الذي يعتبر نافذة حيوية للعديد من اليمنيين، كذلك أوقفت الغارات تناقل البضائع والخدمات اللوجستية، وهو ما رفع مستوى التأزيم في البلاد.

حادثة اختطاف الطائرات وأزمة الثقة

عامل آخر أضاف أبعاداً خطيرة لهذا الملف هو حادثة اختطاف مليشيا الحوثيين خلال العام الماضي لأربع طائرات تابعة للشركة أثناء نقل حجاج إلى مطار صنعاء، ما زاد من أزمة الثقة بين الفصيل الحوثي وإدارة الخطوط الجوية اليمنية بمحافظة عدن. الاحتلال الإسرائيلي بدوره لم يكن بعيدًا عن دائرة التدخلات حيث استهدف المتبقي من أسطول الخطوط الجوية ما عمَّق المشكلة القائمة وأدى إلى شل حركة الطيران أكثر.

أهمية استقرار النقل الجوي لليمنيين

يتضح من كافة التطورات الأخيرة أن تحقيق استقرار وتحييد قطاع النقل الجوي عن الصراع السياسي والإداري ضرورة قصوى، إذ أن هذا القطاع يخدم فئات واسعة من المواطنين اليمنيين الذين يعتمدون عليه في التنقل والسفر للعلاج أو غيرها من الاحتياجات. المواطن العادي هو أكثر الأطراف تضررًا من سياسة التعطيل هذه، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تشهدها البلاد وعدم وجود بدائل مناسبة أو كافية لتلبية احتياجات السفر الجوي.