«صراع شرس» معركة القات تشعل استنفار قبائل الحدا نحو صنعاء

دفعت ميليشيا الحوثي بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى الأطراف الجنوبية للعاصمة صنعاء ضمن استعداداتها لمواجهة ما أطلق عليه “ثورة مقاوتة الحداء”، حيث تجمع المئات من مسوّقي القات من مديرية الحداء بمحافظة ذمار احتجاجًا على الجبايات الباهظة التي تفرضها الجماعة لمرور القات إلى صنعاء، التصعيد الأخير يعكس الاحتقان المتزايد بين قبائل الحداء والجماعة المدعومة بالسلاح في المنطقة، ما يفتح الباب أمام احتمالية اندلاع صراع قبلي واسع النطاق.

تعزيزات الحوثيين للتعامل مع ثورة مقاوتة الحداء

ميليشيا الحوثي عززت وجودها العسكري في جنوب صنعاء بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات المنطلقة من قبائل الحداء، حيث أفادت مصادر محلية باعتماد الحوثيين على أكثر من 20 طقما عسكريا ينتشر في نقطة “سيان” بمديرية سنحان، وتم تحصين المناطق المرتفعة المحيطة بخنادق وترسانة من الأسلحة الثقيلة، بما يشمل مدافع رشاشة وأسلحة متوسطة، كما نشر الحوثيون مسلحين في مواقع متعددة لتأمين مناطقهم ومنع التمرد من الانتشار نحو العاصمة.

تصاعد الاحتقان القبلي في مديرية الحداء

قامت قبائل الحداء بالتصعيد ضد ميليشيا الحوثي عن طريق إرسال عشرات السيارات المحملة بالقات نحو مشارف صنعاء بما يظهر تحدّياً لسلطتها، ويأتي هذا الموقف بعد ارتفاع وتيرة الضغط والابتزاز الذي تعرض له أبناء المنطقة، حيث عمدت الميليشيا إلى فرض جبايات باهظة على مرور القات عبر الخط المؤدي نحو صنعاء، مما أثار حالة من السخط بين أبناء المنطقة، الوضع الحالي قد يدفع إلى تشكيل جبهة احتجاجية تهدد بكسر القبضة الحوثية على القبائل في الحناء، خاصة مع وجود دعم قبلي واسع النطاق للاحتجاجات الراهنة.

ردة الفعل الحوثية ومخاوف التفجر الأمني

الخوف من انفلات السيطرة على المشهد القبلي دفع الحوثيين للقيام بحملات اعتقال طالت عدداً من أبناء الحداء، إلى جانب تنفيذ حملات ضغط مالي وتهديدات تتعلق بالسلامة الشخصية، تعود هذه الإجراءات لمنع توسع دائرة المقاومة الشعبية التي أشعلها فريق “مقاوتة الحداء”، كما أن الاستعدادات المسلحة والتوتر القائم يشير إلى احتمال اندلاع صراع مفتوح قد يمتد إلى مناطق أخرى، وبخاصة مع الظلم الطويل الذي يتعرض له سكان جنوب صنعاء على يد الجماعة المسلحة، ما يجعل من الحداء بؤرة صراع جديدة.

تأثير الحادثة على مستقبل الحداء وصنعاء

ثورة مقاوتة الحداء تلقي الضوء على مدى استياء القبائل في محافظة ذمار من سياسات ميليشيا الحوثي، فالجبايات المفروضة ليست التحدي الوحيد، بل إنها تأتي وسط واقع يتسم بالفشل الإداري وانعدام الأمن وتزايد الضغوط المعيشية، وإذا ما تطور الوضع إلى صراع مسلح واسع، فإن تبعاته لن تؤثر فقط على الحداء، بل ستمتد لتشمل مناطق أخرى تحت سيطرة الحوثيين خاصة في أطراف العاصمة صنعاء، مما يعزز احتمالية خلق جبهة جديدة مناهضة للجماعة المدعومة بالسلاح.

أبرز النقاط حول الأحداث في الحداء

• تنشر ميليشيا الحوثي تعزيزات كبيرة بما يشمل معدات ثقيلة وخنادق
• يروّج مسوقو القات لموقف جماعي يحتج على ابتزاز الحوثيين
• تزايد الاحتقان والقبائل تدعو لتوحيد الصفوف ضد الاستبداد الحوثي