«عباقرة اليمن» علماء صنعاء المجددون يكشفون أسراراً مذهلة

يشكل كتاب “علماء صنعاء المُجددون ودورهم في مُحاربة الفكر الإمامي” إضافة قيّمة إلى المكتبة اليمنية، حيث يتناول الكتاب، الذي أصدره مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام، فترة محورية من التاريخ الفكري والسياسي في اليمن، ويتمحور حول الكوكبة البارزة من علماء اليمن الذين ظهروا في صنعاء وساهموا بشكل ملموس في مواجهة الفكر الإمامي، من خلال تقديم رؤى إصلاحية مستنيرة.

علماء صنعاء المجددون وموقفهم من الفكر الإمامي

يرتكز الكتاب على دراسة الحركة التجديدية التي تزعمها علماء بارزون مثل محمد بن إبراهيم الوزير، والحسن بن أحمد الجلال، وصالح بن مهدي المقبلي، كما يخصص مساحة لدراسة الشخصيات الأكثر تأثيرًا في هذا النهج الإصلاحي مثل العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني والعلامة محمد بن علي الشوكاني، ويكشف كيف لعب هؤلاء العلماء دورًا محوريًا في تفكيك الأيديولوجيا الإمامية التي كانت تسعى للسيطرة الفكرية والاجتماعية، وذلك عبر تأسيس منهج فكري مستنير يطمح إلى إخراج المجتمع من الجمود الفكري السائد.

تأثير علماء صنعاء المجددون على الفكر اليمني

يمثل العلماء الذين يناقشهم الكتاب رموزًا للتجديد والإصلاح، فقد امتد تأثيرهم الفكري والسياسي إلى ما هو أبعد من حدود اليمن، حيث تعرضوا لمواقف شديدة الحساسية في مواجهة الفكر التقليدي الراسخ والتوجه الإمامي المتطرف، وقد عملوا على تقديم رؤى فكرية شجاعة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الفكرية، تميزت جهودهم بالتحدي والبحث عن الحقيقة، ما أدى إلى استهدافهم من قبل القوى المحافظة ومن يحملون الأفكار الإمامية.

أهمية كتاب علماء صنعاء المجددون

يعتبر هذا الكتاب واحدًا من الإسهامات الفكرية المهمة التي تهدف إلى إعادة قراءة تاريخ علماء صنعاء المجددين، حيث أوضح الأستاذ عادل الأحمدي، رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام، أن هذا العمل ليس فقط كتابًا عن الماضي، بل هو وثيقة تحتفي بدور هؤلاء العلماء المجددين الذين سعوا إلى ترسيخ أسس الفكر اليمني الأصيل، وأشار إلى أهمية تجاوز التقليد الأعمى ودراسة مراحل التجديد المختلفة التي أسسها هؤلاء العلماء؛ لتعزيز مفهوم الفقه والفكر الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة.

إصدار وتوفر الكتاب

صدر الكتاب عن مركز نشوان الحميري بالتعاون مع مكتبة دار السلام للنشر والتوزيع في مدينة تعز، حيث تتوفر النسخ الورقية من الكتاب الآن ليتسنى للقراء اقتنائها، ويقدم هذا الإصدار دراسة معمقة تلقي الضوء على النضال الفكري المستنير، منوهًا بسعي المؤلف الأستاذ بلال الطيب إلى تصحيح المغالطات التاريخية التي حاولت إلصاق الاتهامات غير العادلة بهؤلاء العلماء، مشددًا على أهمية فهم حقيقي لموروث الإمامة والتمييز بين الحقيقة والتشوّه التاريخي.