«صدمة كبرى» مقتل 37 جنديا وضابطا أمريكيا بصواريخ عراقية قاتلة

قُتل 37 جنديًا وضابطًا أمريكيًا وأصيب 21 آخرون بجروح متفاوتة، جميعهم من قوات مشاة البحرية الأمريكية، وذلك إثر هجوم صاروخي نفذه طيار عراقي أثناء الحرب الإيرانية العراقية، حيث أصابت الصواريخ الفرقاطة الأمريكية “ستارك” المتمركزة في منطقة الخليج العربي واشتعلت فيها النيران، وكان هذا الحادث من أبرز الأحداث التي شهدتها الحرب.

الهجوم الصاروخي على الفرقاطة الأمريكية

شهد تاريخ 17 مايو 1987 واحدة من أقوى الضربات خلال الحرب الإيرانية العراقية التي نفذها الطيار العراقي طارق عبد اللطيف السعدون، وهو مقدم طيار في سلاح الجو العراقي. استهدف السعدون الفرقاطة الأمريكية “ستارك” بصاروخين من طراز إكزوسيت، معتقدًا أنها ناقلة نفط إيرانية بسبب وجودها في المنطقة المحظورة التي أعلن العراق عنها مسبقًا، إلا أن الضربة أسفرت عن وقوع العشرات بين قتيل وجريح، مما أثار غضبًا كبيرًا في الأوساط الأمريكية.

ردود الفعل الأمريكية على الحادث

على الرغم من اعتراف الطيار العراقي بأن الضربة كانت خطأ غير متعمد، رفضت الحكومة العراقية تسليم السعدون للتحقيق أو السماح لفريق أمريكي بالتحدث معه، مما أدى إلى إحباط الإدارة الأمريكية، وقد اكتفت العراق بتقديم اعتذار رسمي للولايات المتحدة ودفع تعويضات لعائلات الضحايا بقيمة 400 مليون دولار، ومع تصاعد الضغوط الداخلية على الحكومة الأمريكية تم تحميل قائد الفرقاطة الأمريكية “غلين بريندل” المسؤولية عن الكارثة.

تحميل قائد الفرقاطة المسؤولية

بعد الحادث، كان لابد من إيجاد مبرر يخفف من حدة الأزمة داخليًا في الولايات المتحدة، لذلك أصبح قائد الفرقاطة “غلين بريندل” كبش فداء، حيث تم توجيه اتهامات له بالتقصير في تنفيذ واجباته التي شملت تجاهل التحذيرات، وعدم تفعيل نظام “فولكان فالانكس” للدفاع ضد الهجمات الجوية، وقد تم إنهاء خدمته البحرية بعد توبيخه، ومن ثم إحالته إلى التقاعد في عام 1990.

مصير الطيار العراقي طارق السعدون

ظل مصير الطيار العراقي غامضًا في ظل تعدد الروايات المتناقضة، وفقًا للرواية الرسمية العراقية، فقد تم الاعتراف بأن السعدون ارتكب خطأ عندما استهدف السفينة، وتم سرد أنه لم يتخذ أي إجراء بأوامر مباشرة من حكومته، ومع ذلك زعمت مصادر أمريكية أن الطيار تم إعدامه لاحقًا، إلا أن عدة مصادر عراقية نفت ذلك الرواية، وقد أكدت هذه المصادر أن السعدون تعرض للاغتيال على يد مجهولين بعد 17 يومًا فقط من الهجوم، حيث تم إطلاق 7 رصاصات عليه عندما كان متوجهًا من قاعدته الجوية إلى منزله.

التعويضات المالية بعد الحادث

البند القيمة
تعويضات عائلات الضحايا 400 مليون دولار
عدد الضحايا من الأمريكيين 58 بين قتيل وجريح
عدد الصواريخ العراقية المستخدمة 2 (إكزوسيت)

الهجوم على الفرقاطة الأمريكية “ستارك” يعد أحد أبرز الحوادث التي جرت خلال تلك الحرب، حيث يلخص الصراع السياسي والعسكري بين عدة أطراف، ومازال يشكل ملفًا حساسًا في العلاقات التاريخية بين العراق والولايات المتحدة.