«سياسات خبيثة» استحمار واستعباد ممنهج يكشف مخطط الحوثيين لإضعاف الشعب

في تحليل معمق حول مفهوم القوة في المجتمعات، سلط الدكتور محمد الكميم، الخبير العسكري اليمني، الضوء على الأسس الحقيقية للقوة الوطنية، مشيرًا إلى أن قوة الشعوب لا تُقاس بالمسيرات والهتافات، بل تُبنى على اقتصاد قوي، تعليم متقدم، نظام صحي شامل، إنتاج المعرفة، قدرة على مواجهة التحديات، وحفظ كرامة الإنسان، موضحًا أن هذه العوامل هي الركائز الأساسية التي تُنهض الشعوب وتبني الدول المتقدمة.

القوة الوطنية وحقيقة مفاهيمها

أوضح الدكتور الكميم أن الأمم العظيمة تستند إلى التنمية الحقيقية التي تشمل الجوانب البشرية والمادية، مؤكدًا أن التقدم ليس شعارًا يُرفع أو تجمعًا يُفرض بالقسر، بل هو ثمرة الجهد المشترك في تطوير المجتمعات والاهتمام بالإنسان باعتباره محور التغيير، وانتقد الكميم الأساليب الشعاراتية التي تعتمدها بعض الجهات، موضحًا أنها وسيلة لتضليل الشعوب وإضعاف قدرتها على تطوير ذاتها بعيدًا عن الأوهام التي تُروج.

القوة الوطنية في ظل المناطق المتضررة

انتقد الدكتور الكميم بشدة ممارسات جماعة الحوثي في المناطق التي يسيطرون عليها لصنع معايير مضللة للقوة الوطنية، مُعتبرًا أنهم يركزون على التجمعات الإجبارية والخطابات العالية بدلًا من التركيز على رفع الوعي وتطوير حياة المواطنين، كما أشار إلى أن هذه الجماعة تُحاول تحويل المواطنين إلى أدوات طيعة تستخدمهم دون وعي تحت شعارات ظاهرها الوطنية وباطنها استعباد واستغلال، مشيرًا إلى أن غياب الخدمات الأساسية كالغذاء والتعليم والصحة يجعل من هذه المحاولات وسيلة لتكوين مجتمع منهك غير قادر على تحقيق ذاته.

نقد ممارسة الشعارات في تعريف القوة الوطنية

وصف الكميم ممارسات جماعة الحوثي بأنها “مغالطات تهدف لاستعباد الناس”، متسائلًا كيف يمكن لشعب يعاني من غياب الغذاء، الدواء، والتعليم أن يُطلب منه التعبير عن قوتهم بالتصفيق، والشعارات، وأكد أن الشعب الذي يُعامل بالقسوة ويتم تجريده من تحقيق احتياجاته الأساسية لا يُمكن أن يُعتبر قويًا مهما كانت أعداد الحاضرين في المسيرات المفروضة قسرًا، حيث أن هذه الممارسات تهدف إلى إحكام السيطرة على العقول، بدلًا من تعزيز التفكير الحر الذي هو جوهر القوة الوطنية الحقيقية.

أبعاد القوة الوطنية الحقيقية

يُؤكد الكميم أن القوة الوطنية يجب أن تعتمد على المحاور الحقيقية التي تشمل بناء نظام تعليمي حديث يواكب تطورات العصر، تحسين الخدمات الصحية لتطوير جودة حياة المواطنين، ودعم الاقتصاد لإيجاد فرص عمل تعود بالنفع على الأفراد والمجتمع ككل، مشددًا على أن تحرير العقول من الوهم والاستبداد هو البداية الحقيقية نحو بناء قوة وطنية مستدامة تخدم تطلعات الشعوب بدلًا من تحويلها إلى أدوات في أجندات ضيقة، إذ أن هذه الأهداف تُرسخ مقومات حضارة متينة قائمة على الاستقلال والكرامة.

جدول يلخص مقومات القوة الوطنية الحقيقية

المقياس التفسير
اقتصاد قوي يسهم في توفير فرص العمل وتحقيق رفاهية المجتمع
التعليم المتطور يرفع من وعي الأفراد ويعزز الابتكار
النظام الصحي الشامل يحافظ على استدامة التنمية عبر تحسين جودة الحياة
إنتاج المعرفة يساعد في تعزيز مكانة الدول عالميًا