«تقنيات مرعبة» صواريخ ومحركات فرط صوتية بذكاء اصطناعي في تصريحات الحوثيين

ثورة الطائرات المسيّرة وتطور التكنولوجيا العسكرية أصبحت اليوم محورًا رئيسيًا في تغيير مفهوم الحروب، ويبدو أن التحول الجذري في ميزان القوة العسكرية قد تجاوز الكلاسيكيات التقليدية؛ إذ أن العمليات المؤخرة والهجوم العسكري المعقد الذي استهدف العمق الروسي يكشف الدور المحوري الذي تلعبه الطائرات بدون طيار في الحروب الحديثة.

ثورة الطائرات المسيّرة في الحروب

تعتبر الطائرات المسيّرة تطورًا بارزًا يعيد صياغة مفهوم الحروب التقليدية ويركّز على الكفاءة والدقة، إذ أثرت بشكل واسع في تغيير الحسابات العسكرية، وفقاً لما أعلنه القيادي الحوثي حازم الأسد، فإن ما يُطلق عليه “ثورة المسيّرات وصواريخ الكروز” يقلّل من الكلفة الثقيلة للحروب التقليدية، ويمنح الدول أدوات أكثر مرونة وسرعة في تحقيق نتائج مشهودة على ساحة القتال.

كما تشير العمليات الأوكرانية الأخيرة إلى نجاح عقيدة عسكرية أكثر حداثة، حيث أصبح الردع لا يعتمد على أساطيل بحرية أو سلاح جوي ضخم، بل يعتمد بشكل أكبر على قدرة الطائرات المسيّرة على استهداف المواقع الحيوية بدقة عالية وبتكلفة منخفضة نسبيًا، مما يمثل تحوّلاً نوعياً في استراتيجيات الحروب الحديثة.

الهجمات الجوية وأنشطتها العسكرية

الهجوم الأوكراني الذي استهدف قواعد روسية يكاد يكون الأكثر تعقيدًا واتساعًا منذ بداية النزاع، حيث تم الاعتماد على طائرات مسيّرة تم إطلاقها من داخل روسيا، بطرق تهريب مبتكرة؛ مثلاً بواسطة شاحنات ومنشآت متنقلة يحملها أسطح خشبية قابلة للحركة، وقد استهدفت أربع قواعد استراتيجية على مسافات تتجاوز الآلاف من الكيلومترات، مما يعكس التخطيط والتنفيذ بعيدًا عن الأساليب التقليدية.

وفقًا لتقرير أمني، تم استهداف ومن بينها قاذفات استراتيجية وطائرات استطلاعية، حيث خلّفت العملية دمارًا واسعًا يُقدّر بأكثر من ملياري دولار، كما أظهرت تسجيلات مرئية مشاهد لاحتراق القواعد، اعتبرها المنفذون مشهداً يعكس الانتقام ومقاومة المعتدي.

القواعد المستهدفة والنتائج العسكرية

القاعدة التفاصيل
بيلايا في إيركوتسك تدمير طائرات حربية بالقرب من الحدود الأوكرانية
دياغيليفو تحييد طائرات نقل طراز TU-95 وطرازات أخرى
أولينيا إثبات قدرة العمليات الأوكرانية على الوصول لأهداف في القطب الشمالي
إيفانوفو تعطيل عمليات سلاح الجو الروسي

نقلة نوعية في الحروب المُعاصرة

ما يضيف أهمية أكبر لهذه العمليات هو التقنيات المتقدمة المستخدمة، حيث الدمج بين الذكاء الاصطناعي والقدرة على تحليل الأهداف والعمل بسرية، وهذا ما يضع الدفاعات التقليدية في مواقف حرجة ويعيد تعريف مفاهيم الردع والرد العسكري؛ إذ إن تأثير الطائرات المسيّرة يمتد إلى العمق الاستراتيجي للدول الكبرى، مما يفرض واقعًا عسكريًا جديدًا لا يعتمد فقط على القوة العددية للمعدات العسكرية.

تصريحات السياسي الحوثي حول تفوق هذه الأدوات تُظهر مدى تأثيرها، إذ باتت الدول الكبرى مضطرة للتعامل مع تهديدات متنوعة، ما يعكس القدرة المتزايدة للطائرات المسيّرة على قلب موازين الحروب لصالح الأطراف الأقلَ تقنيا أو اقتصاديًا.

الطائرات المسيّرة كأداة للردع

الرئيس الأوكراني أكّد أن العملية تمت بأيد أوكرانية بالكامل، مشيرًا إلى إظهار القوة الاستراتيجية لبلاده، وهذا ما يكشف دور الطائرات المسيّرة في تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية متوازنة، علاوة على ذلك، يمكن لهذا النوع من العمليات تعزيز صورة الدول الضعيفة عسكريًا بأنها قادرة على المواجهة بعيدًا عن الدعم الخارجي، مما يجعلها ورقة ضغط في أي نزاعات حديثة.