«تصريحات صادمة» قيادات حوثية تسخر من حديث الجماعة عن حاملة طائرات بريطانية

تصريحات القيادي الحوثي محمد علي الحوثي حول سماح جماعته لحاملة طائرات بريطانية بالمرور في البحر الأحمر أثارت موجة كبيرة من السخرية، إذ زعم في تصريحات له أن الجماعة وافقت على هذا الطلب بشكل رسمي من الجانب البريطاني، مشيرًا إلى أن السفينة لا تحمل أي أهداف عدوانية، ورغم أهمية هذه التصريحات، إلا أنها قوبلت بانتقادات لاذعة حتى من داخل صفوف الجماعة نفسها، ما شكك في مصداقية هذه الادعاءات وحقيقة التنسيق المزعوم.

محمد علي الحوثي وتصريحاته المثيرة حول حاملة الطائرات HMS

أبرز محمد علي الحوثي، أحد قيادات الصف الأول في المليشيات الحوثية، في تدوينة على منصته الإلكترونية أن جماعته تلقت طلبًا رسميًا من المملكة البريطانية للسماح لحاملة الطائرات البريطانية “HMS” بالمرور في البحر الأحمر، وقد أكد أنهم قبلوا الطلب بشرط عدم وجود أي مهام قتالية لهذه السفينة، ما أثار الكثير من التساؤلات حول كواليس التنسيق بين الجماعة والجهات الدولية وعلى رأسها الجانب البريطاني؛ ورغم ترويج الحوثي لهذه المعلومات، إلا أنها لم تحظ بأي تصريحات رسمية من الجانب البريطاني لتأكيدها.

ردود الأفعال والسخرية داخل صفوف الحوثيين

على مستوى القيادات الحوثية نفسها، جاءت ردود الأفعال بمزيج من السخرية والاستهزاء، حيث رد النائب في برلمان الحوثيين غير المعترف به، عبده بشر، على هذه التصريحات في تغريدة بمنصة “إكس”، متسائلًا عن جدية “المطالب البريطانية” وحقيقة ما أطلق عليه “العبث” الحاصل داخل الجماعة، وقد أشار بشر إلى أن الشعب يعاني من الهرطقات السياسية والتجويع المنهجي، متهمًا قيادات مليشيات الحوثي بالعجز على بناء دولة تحترم شعبها.

اللجنة الثورية والانتقادات اللاذعة

لم يكن عبده بشر وحده من أبدى استنكاره لتصريحات الحوثي حول حاملة الطائرات، بل انضم إليه محمد المقالح، أحد أعضاء اللجنة الثورية الحوثية السابقة، الذي وصف تصريح الحوثي بـ”الكلام الفارغ”، ونفى احتمالية وجود تنسيق حقيقي يقضي بطلب رسمي من بريطانيا، مشددًا على أن مثل هذه التصريحات تهدف فقط للاستهلاك الإعلامي وإثارة الجدل دون أي أساس حقيقي لها؛ الجدير بالذكر أن هذه الانتقادات المتصاعدة تعكس الخلافات الداخلية الحادة بين أطياف الجماعة الحوثية.

موقف بريطانيا وصمتها تجاه التصريحات

حتى الآن، لم يصدر أي تصريح رسمي من الجانب البريطاني بخصوص بيان محمد علي الحوثي أو المزعوم حول مرور حاملة الطائرات “HMS”، ورغم أهمية البحر الأحمر كممر دولي، فإن هذه المزاعم تكشف محاولات الجماعة لتقديم نفسها كطرف يمتلك القدرة على ضبط الممرات الدولية والتواصل مع القوى العالمية، وهو ما يثير تساؤلات حول أهداف تلك التصريحات ومدى صحتها من الأساس.

الجدل الدائر حول الممرات المائية الدولية

حديث الحوثي حول الممرات المائية الدولية أثر بشكل كبير على مصداقية الحوثيين داخليًا وخارجيًا؛ حيث يرى المراقبون أن مثل هذه التصريحات الغريبة قد تعكس حالة الارتباك داخل قيادة الجماعة، مما يسلط الضوء على كيفية تعاملها مع القضايا الدولية والإقليمية بأسلوب بعيد عن المهنية.