“تيك توك”، منصة شغلت الجميع وأثارت الجدل حول تأثيرها على مختلف فئات المجتمع، قد يجدها أحدهم ساحة للمتعة والترفيه العابر، بينما يعتبرها آخر بمثابة كارثة أخلاقية واجتماعية، يعكس التطبيق انطباعاً غريباً، خصوصاً لدى من نشأوا في عوالم مختلفة عن تلك التي يُسوَّق لها الآن، إذ يقودنا هذا التحول الرقمي السريع إلى عوالم قد نجدها مريبة أو صادمة.
تيك توك: منصة بين النسخة الصينية والعالمية
يمثل “تيك توك” تجربة فريدة من نوعها، حيث يتمتع بنسختين رئيسيتين جديرتين بالدراسة، النسخة الصينية، المعروفة باسم “دوين”، موجهة لإثراء المحتوى التعليمي والثقافي بما يتماشى مع السياسات المحلية، تعرض هذه النسخة محتوى يتمتع برقابة صارمة تفرضها تقنيات الذكاء الاصطناعي والفرق البشرية، بينما تختلف النسخة العالمية بدرجة كبيرة، حيث تتيح حرية في إنشاء المحتوى، مما يسمح ببروز محتوى مثير للجدل يتخطى أحيانًا حدود الأخلاق العامة.
على النسخة الصينية، تفرض الشركة الرقابة على طول الفيديوهات، حيث لا تتجاوز 40 ثانية، وتهدف إلى تنظيم استخدام المنصة بما يعزز الإنتاجية والقيم المجتمعية الإيجابية، أما النسخة الدولية فتسمح بمقاطع تصل إلى 10 دقائق، تدفع المستخدمين لمتابعة الترندات بنهم شديد دون أي قيود ملموسة، مما يجعل الأدوات الرقابية أقل فعالية مقارنة بالنظراء.
تأثير تيك توك في لبنان: التحول نحو الربح السهل
لا يمكن الحديث عن “تيك توك” في لبنان دون الإشارة إلى الأزمة الاقتصادية التي تستدعي الاستغناء عن التقليدية في العمل والبحث عن مصادر دخل بديلة، إنه عالم مفتوح وفرصة للبعض لتحقيق أرباح سريعة دون ضوابط كافية، ولكن ذلك جاء على حساب القيم الأخلاقية والثقافية، حيث أدى انعدام الرقابة إلى انتشار مظاهر كممارسات غير قانونية وأحيانًا خطرة اجتماعياً.
وفقًا للخبراء، توفر المنصة بيئة تعزز السلوكيات القائمة على الربح السهل، إذ تتنوع الأغراض وراء استخدام التطبيق لتصل إلى أنماط مقلقة، مثل استغلال النظام المالي للهدايا الرقمية، أو تلك التي تخدم أغراضًا غير أخلاقية تساعد في انتشار محتوى مثير للجدل، كل هذا يحدث في ظل ضعف السياسات الوطنية وغياب الضوابط القانونية التي تتحكم في كيفية استغلال هذه المنصات والتعامل معها.
آثار تيك توك النفسية والاجتماعية
يتداخل الجانب النفسي مع الاجتماعي على منصات مثل “تيك توك”، وبينما كانت الشهرة بحاجة إلى مواهب وجهود، أصبحت اليوم تُمنح للشخص بما يجذب المشاهدات، مما خلق ما يعرف بـ “الهوس الرقمي”، حيث يبحث الكثير من الشباب عن التقدير عبر الأرقام والمؤثرات اللحظية، مما أدى إلى تزايد مشاعر القلق، الاكتئاب، وعدم الرضا عن الذات.
تشير الدراسات النفسية إلى أن التعرض المتكرر لمثل هذه المنصات يرفع حالة الإدمان على “التمرير” والانبهار اللحظي، مما يُجهد الصحة النفسية لدى الفئات العمرية المختلفة، وتحديدًا الشباب الذين باتوا يشعرون بأن قيمتهم تحددها مؤشرات رقمية لا تعكس جوهرهم الحقيقي، إلى جانب تكريس صور نمطية تزيد من الضغوط النفسية على النساء والرجال على حد سواء.
الحلول والتدخلات الضرورية
رغم الوضع الحالي، يمتلك المجتمع فرصة لإعادة صياغة الطريقة التي يتعامل بها مع التكنولوجيا والمنصات الرقمية، تدعو الاختصاصية النفسية إلى المزيد من التوعية والتدخلات التربوية لتعزيز المحتوى المفيد الذي يمكن استثماره لبناء الأجيال الناشئة بطريقة متوازنة.
يحتاج الوضع إلى تعزيز الأطر القانونية الرقابية التي يمكن أن تعمل على ضبط المحتوى، بالإضافة إلى إطلاق حملات شاملة تدعو لترشيد استخدام هذه المنصات، بما يسهم في تقليل آثارها السلبية على المجتمعات العربية، فلا يجب أن نترك المنصات الكبرى لتعيد تشكيل الهوية الثقافية والاجتماعية بأسلوب قد يتعارض مع مصالح المجتمعات المحلية وقيمها.
«أسعار الذهب» جرام الذهب اليوم تعرف على آخر التحديثات بالسوق المحلي
«مفاجأة ممتعة» البنك الدولي يكشف توقعاته للاقتصاد المصري هذا العام
تحديث أسعار الذهب اليوم في السعودية الخميس 10 أبريل 2025 لجميع العيارات والسبائك بالتفصيل
«عاجل الآن» أسعار الذهب اليوم في مصر الاثنين 26 مايو 2025 تشهد ارتفاعًا محليًا رغم التراجع العالمي
«استقالات وزراء» تشكيل حكومة جديدة في ليبيا يثير تساؤلات حول مستقبل البلاد
«شاهد الآن» هدف الأهلي يضمن الفوز على البنك الأهلي في دوري Nile
تعرف على آخر موعد للتسجيل في مبادرة “سكن لكل المصريين 7” والشروط والأسعار
«صدمة الأسواق» أسعار الذهب في الدول العربية اليوم الإثنين كم وصلت؟