«انتهاكات مرعبة» مليشيا الحوثي ارتكبت أكثر من 15 ألف جريمة بذمار منذ 2018

في واحدة من أبرز التقارير الحقوقية التي تم الكشف عنها مؤخرًا، وثقت “الشبكة اليمنية للحقوق والحريات” انتهاكات خطيرة بحق المدنيين في محافظة ذمار، التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية، إذ تكشف الإحصائيات المروعة عن انتهاك أكثر من 15 ألف حالة إنسانية خلال الفترة الممتدة ما بين يناير 2018 ومايو 2025، مع وجود أدلة قوية على الجرائم المنظمة التي تنتهك كافة القيم الإنسانية والقانونية، مما يُظهر خطورة الوضع في هذا الإقليم اليمني.

انتهاكات مليشيا الحوثي في محافظة ذمار

وفقًا للتقرير الميداني، بلغت حصيلة الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الحوثي في محافظة ذمار 15,413 عملية انتهاك، تضمنت جرائم قتل وتدمير وممارسات تعذيب، بالإضافة إلى انتهاكات حقوق الطفل، حيث تم استهداف الأطفال من خلال تجنيدهم تعسفيًا والزج بهم في الصراعات المسلحة، هذا إلى جانب اقتحام المنازل وتفجير المساجد ونهب الممتلكات العامة والخاصة، وهو ما يعتبر سياسة ممنهجة لإضعاف المجتمع المحلي وتدمير بنيته الاجتماعية.

الجرائم الموثقة في تقرير الانتهاكات

يوضح التقرير أرقامًا مفزعة حول جرائم القتل والإصابة، حيث تم توثيق قتل 474 شخصًا من بين الضحايا، بينهم أطفال ونساء وشخصيات مجتمعية بارزة. كما تم تسجيل إصابة 218 شخصًا بجروح بعضها أفضت إلى إعاقات دائمة، بينما رصدت 274 حالة تعذيب وقعت في السجون غير الرسمية التي تديرها المليشيا.

أما على مستوى عمليات الاختطاف والإخفاء القسري، فإن عدد المختطفين بلغ 1183 شخصًا، وسجلت 72 حالة إخفاء قسري، بالإضافة إلى احتجاز 27 شخصًا كرهائن بشرية ووصول عدد جرائم الاغتصاب الموثقة إلى 9 حالات. كما تضمنت الجرائم الموثقة تفجير 39 منزلًا ومسجدَين ودار لتحفيظ القرآن الكريم.

تجنيد الأطفال واستهداف التعليم والمؤسسات

يبرز التقرير انتهاكات خطيرة لحقوق الأطفال، حيث تم تجنيد 4481 طفلًا ممن تتراواح أعمارهم بين 12 و16 عامًا، وأشار مقتل 2019 طفلًا أثناء العمليات القتالية، وإصابة 1475 آخرين بجروح. أضف إلى ذلك، تحويل المؤسسات التعليمية والدينية إلى قواعد عسكرية للميليشيا، مما يعكس سعيها للقضاء على مستقبل الأجيال الصاعدة وتهديد النسيج المجتمعي.

السجون السرية والمقابر الجماعية

ومن أبرز ما ورد في التقرير، الكشف عن وجود 65 سجنًا سريًا موزعة في محافظة ذمار، إلى جانب وجود 30 مقبرة جماعية تم العثور عليها حتى الآن، مع وجود شكوك بأن العدد الحقيقي للمقابر والضحايا يفوق ما تم توثيقه بسبب القيود الأمنية المفروضة من قبل المليشيا.

دعوة دولية لمواجهة انتهاكات مليشيا الحوثي

طالب التقرير المجتمع الدولي باتخاذ موقف واضح وصارم تجاه هذه الجرائم التي ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب، مع دعوة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان للتحرك الفوري لتوفير الحماية للمدنيين ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الجسيمة، إذ يظل الصمت الدولي مؤشرًا خطيرًا يعزز استمرار الجرائم بشكل ممنهج، مما يشكل تهديدًا كبيرًا لأمن المنطقة وحقوق الإنسان فيها.