أسباب سعي ترمب لإلغاء وزارة التعليم وتأثير ذلك على النظام التعليمي الأمريكي

يضع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، اللمسات الأخيرة على أمر تنفيذي لتنفيذ أحد وعوده الانتخابية المثيرة للجدل، وهو تفكيك وزارة التعليم الأميركية. بدأ ترمب أولى خطوات تحقيق هذه الرؤية بتقليص عدد موظفي الوزارة، ضمن خطة أوسع تهدف إلى تقليل دور الحكومة الفيدرالية وترشيد النفقات. ولكن، هل ينجح في مواجهة العقبات القانونية والدستورية التي تعترض طريقه؟

هل يستطيع ترامب تفكيك وزارة التعليم؟

يسعى ترمب لتحقيق رؤية قديمة تبناها الحزب الجمهوري، وهي نقل مسؤولية التعليم من الحكومة الفيدرالية إلى الولايات. ولكن العقبات التي تواجه هذا الطموح ليست هينة، حيث يشير الخبراء القانونيون إلى أن تفكيك وزارة تم تأسيسها بقانون يتطلب موافقة الكونغرس، وهو أمر يتعذر تحقيقه في ظل الانقسام السياسي. يحتاج ترمب إلى أغلبية ساحقة في مجلس الشيوخ، بما يشمل دعم عدد من الديمقراطيين، وهو أمر يبدو بعيد المنال. لذا، تعمل إدارته على خفض دور الوزارة تدريجياً من خلال تقليص صلاحياتها ونقل وظائفها لجهات حكومية أخرى.

ما هي وظائف وزارة التعليم؟

وزارة التعليم لا تمارس سيطرة على المناهج الدراسية، بل تقدم دعماً وتمويلاً لمؤسسات التعليم، وتدير برامج مثل القروض الطلابية ومنح Pell التي تساعد الطلاب من الأسر الفقيرة. كما تلعب الوزارة دوراً هاماً في ضمان الحقوق المدنية في المؤسسات التعليمية. ومع ذلك، فإن التأثير الفيدرالي على التعليم محدود لأن التمويل يأتي بشكل رئيسي من الضرائب المحلية والولائية. في حال ألغيت الوزارة، فإن معظم مهامها ستعود إلى الإدارات الحكومية السابقة مثل وزارة الصحة والخدمات الإنسانية.

الدعم الجمهوري والانتقادات

حصلت خطة ترمب لتفكيك وزارة التعليم على دعم بعض الجمهوريين، الذين يرون أن التعليم مسؤولية محلية. في المقابل، يعتبر المعارضون أن تقليص التمويل الفيدرالي سيؤثر سلباً على برامج ضرورية، مثل دعم الطلاب ذوي الإعاقة. يضاف إلى ذلك اتهامات لإدارة ترمب بأنها تستغل مسائل ثقافية وسياسية، مثل التنوع والعدالة الاجتماعية، كذريعة لتقليص التوجيه الفيدرالي للتعليم. وبرغم هذه التحديات، يواصل ترمب استغلال هذا الملف لتعزيز الدعم بين قاعدته الانتخابية المحافظة.

في النهاية، يبدو أن تفكيك وزارة التعليم بالكامل سيبقى مستبعداً. ومع ذلك، قد تؤدي الإجراءات التدريجية إلى تقليص دور الوزارة بشكل ملحوظ في السنوات القادمة.