«اكتشاف مذهل» علاج جديد لمرضى سرطان القولون يغير المعادلة تمامًا

أثبتت الدراسات الحديثة تأثير الرياضة الإيجابي على منع عودة سرطان القولون، حيث يُوصي الخبراء مراكز العلاج وخطط التأمين الصحي بتطبيق التدريب الرياضي كجزء من خطط العلاج والرعاية للناجين من المرض، ويمكن للمرضى رفع معدلات نشاطهم البدني بعد إتمام جلسات العلاج الكيميائي، ما يمنحهم فرصة للوقاية من تكرار الإصابة بسرطان القولون

أهمية الرياضة في الوقاية من عودة سرطان القولون

أكد الخبراء والباحثون دور الأنشطة البدنية المنتظمة في تقليل احتمالات الإصابة بسرطان القولون مرة أخرى، وقد توصلت الدراسات العشوائية إلى أن الناجين من المرض الذين يدمجون الرياضة مثل المشي أو ركوب الدراجة في روتينهم اليومي تحسين حالتهم الصحية بشكل ملحوظ، فمثل هذه الأنشطة تساهم في تحسين الوظائف العضوية بالجسم وسرعة تفاعل الخلايا الصحية مع العلاج، كما تعمل على الحد من مشكلات صحية أخرى مثل الإجهاد أو اضطرابات العضلات

نتائج الأبحاث المتعلقة بسرطان القولون والنشاط البدني

أُجريت دراسات منهجية في عدة دول مثل كندا وأستراليا والولايات المتحدة، تضمنت متابعة 889 مريضًا من ناجين من سرطان القولون قابل للعلاج، حيث تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين؛ الأولى تلقت ترويجًا تعليميًا حول أهمية اللياقة البدنية والتغذية السليمة، بينما تعاونت المجموعة الثانية مع مدربين متخصصين في برامج رياضية لمدة طويلة، اشتمل هذا البرنامج على متابعة مكثفة لمدة عام، ثم مواعيد شهرية لمدة عامين إضافيين

وتمت ملاحظة انخفاض معدلات الإصابة بالسرطان في مجموعة التمرين الرياضي بنسبة تصل إلى 28%، بينما شهدت انخفاضًا في معدل الوفيات لأي أسباب أخرى بنسبة 37%، حيث ساعدت الجلسات التدريبية المنتظمة مع المدربين على زيادة الالتزام بالخطط الرياضية، ما أدى إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز الوعي بأهمية النشاط البدني

الاجتماعات الطبية والدراسات العلمية حول سرطان القولون

تم عرض النتائج التي تدعم ممارسة الرياضة كجزء من الوقاية والعلاج خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري، والتي تم نشرها أيضًا في مجلة نيو إنجلاند الطبية، وقد دعمت الجمعيات الأكاديمية البحثية هذا المشروع في عدة دول من خلال تقديم تمويل متخصص لتغطية تكاليف البحث وأدوات التدريب الرياضي، فضلًا عن تطوير أدوات قياس فعّالة لتقييم كفاءة التمارين الرياضية وتأثيرها المباشر على المرضى

أمثلة على التمارين الرياضية للناجين من سرطان القولون

اختار العديد من المرضى الذين شاركوا في الدراسات أنشطة بدنية بسيطة مثل المشي لمدة تتراوح بين 30 إلى 45 دقيقة عدة أيام في الأسبوع، وقد أثبتت التجارب أن هذا النوع من النشاط اليومي يساعد على تقوية عضلات الجسم وتعزيز توازن الجسم والروح، كما أن الأنشطة الجماعية أو الإشراف مع مدربين متخصصين تزيد من فرص الالتزام والحفاظ على الصحة العامة

دور التغذية السليمة إلى جانب الرياضة

لا تقتصر الوقاية من عودة سرطان القولون على النشاط البدني فقط، بل يعتبر اتباع نمط غذائي صحي عاملاً هامًا أيضًا لتحقيق أفضل النتائج، لذا أوصت دراسات متعددة بضرورة مزج الرياضة مع التغذية المتوازنة الغنية بالألياف والبروتينات والابتعاد عن الدهون المشبعة والسكريات المُفرطة للحفاظ على صحة القولون

بالتالي، يُعد دمج النشاط البدني مع الحمية الغذائية وأسلوب الحياة الصحي من أقوى الوسائل التي تُساهم في تحسين الحالة الصحية للناجين من سرطان القولون وتعزيز قدرتهم على الوقاية من عودة المرض، ويؤكد الخبراء أن الرياضة ليست فقط وسيلة دعم جسدي، بل تُعتبر أيضًا خطوة جوهرية لتعزيز الصحة النفسية والثقة بالنفس لدى المرضى في مرحلة الشفاء