«قفزة تاريخية» الذهب يرتفع ويتجاوز الـ3373 دولاراً ويزيح اليورو من الاحتياطي العالمي

قفزت أسعار الذهب مؤخرًا بنسبة 0.6% تقريبًا، حيث استقرت عند 3373 دولاراً للأونصة، مدفوعة بالتوترات السياسية الإقليمية التي جعلت الأسواق أكثر تقلبًا، في حين ارتفعت حصة الذهب في الاحتياطيات الأجنبية العالمية إلى 20% بنهاية عام 2024، متجاوزة بذلك حصة العملات مثل اليورو، ما يؤكد دوره كأصل احتياطي عالمي رئيسي.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب وتأثيراتها على الأسواق

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا مطردًا نتيجة عوامل عديدة، منها التوترات المستمرة في منطقة الشرق الأوسط، واتجاه الحكومات والبنوك المركزية لتعزيز احتياطيات الذهب، تحديدًا بعد القرارات الأمريكية التي استهدفت حماية موظفيها في الخارج وفرض رسوم جمركية مرتفعة، حيث أصبحت تلك النصائح بمثابة إشارات لعدم استقرار الأسواق، مما دفع المستثمرين إلى التحوط من مخاطر تقلبات الاقتصاد عبر شراء الذهب، الذي صعد ليصبح ثاني أكبر أصل احتياطي متجاوزًا اليورو.

التحولات في احتياطيات الذهب ومكانته العالمية

ارتفعت نسبة الذهب في الاحتياطيات العالمية في السنوات الأخيرة، وسجلت أرقامًا غير مسبوقة، حيث بلغت حصة الذهب 20% من الإجمالي بحلول 2024، في مقابل تراجع اليورو إلى نسبة 16%، أما الدولار الأمريكي، فرغم استمراره كعملة الاحتياطي الأولى إلا أنه يعاني تراجعًا تدريجيًا ليصل إلى 46% من إجمالي الاحتياطيات، تلك البيانات تؤكد التحولات الكبيرة في سوق الأصول الاحتياطية عالميًا.

تزايد الطلب على الذهب ومشتريات البنوك المركزية

شهدت مشتريات البنوك المركزية كميات قياسية من الذهب منذ أواخر 2022، حيث تجاوزت حاجز 1000 طن سنويًا خلال السنوات الثلاث الماضية، ما يعادل ضعف المتوسط السنوي مقارنة بالسنوات التي سبقت ذلك، وتصاعد الطلب على الذهب بشكل خاص بعد اندلاع الأزمة الأوكرانية الروسية، مما جعل الذهب مخزنًا مُفضَّلًا للقيمة بين مختلف الاقتصادات.

دور الذهب كمصدر للتحوط ضد الأزمات الاقتصادية

أكد الذهب مكانته كوسيلة للحماية من آثار الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية، حيث دفعت العقوبات الغربية على روسيا إلى تفضيل البنوك المركزية للذهب عوضًا عن التعامل بالنظام المالي الغربي، ومع ارتفاع معدلات التضخم العالمية، أثبت الذهب قدرته على الصمود والاحتفاظ بجاذبيته الاستثمارية رغم ارتفاع الفائدة، كذلك ساهم الانخفاض التدريجي في الارتباط التقليدي بين أسعار الذهب والعوائد الحقيقية في عام 2022 بازدياد أهمية الذهب كمخزن للقيمة.

التغيرات الجيوسياسية وتأثيرها على توزيع الذهب

على الجانب الآخر، زادت حصة الذهب ضمن احتياطيات الدول المقربة من الصين وروسيا منذ أواخر عام 2021، مما يشير إلى إعادة تشكيل الاستثمارات بناءً على العلاقات السياسية، وأصبحت تلك الدول تعتمد الذهب كمصدر استراتيجي للتحوط، لا سيما مع زيادة عزوفها عن العملات الأجنبية التقليدية مثل الدولار الأمريكي.

جداول حول التحولات في الاحتياطيات العالمية

العنصر النسبة العالمية
حصة الذهب 20%
حصة اليورو 16%
حصة الدولار الأمريكي 46%

الخلاصة، الذهب يواصل تعزيز مكانته كأصل احتياطي عالمي رئيسي مسجلًا قفزات في الطلب ومستفيدًا من الأزمات الجيوسياسية والتحولات العالمية في الأسواق المالية، مما يجعله خيارًا لا غنى عنه للبنوك المركزية.