«فتوى مثيرة» حكم زيارة المقابر في أول أيام عيد الأضحى

يتساءل الكثيرون عن حكم زيارة المقابر في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وقد أوضحت آمال غالب، الواعظة بوزارة الأوقاف، رأي الشرع في هذا الموضوع أثناء حديثها ببرنامج “أنا وهو وهي” المذاع على قناة صدى البلد، مشيرة إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: “كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها، فإنها تذكركم بالآخرة”، مما يؤكد أهمية زيارة القبور والمعاني الكبيرة الكامنة خلفها.

حكم زيارة المقابر في عيد الأضحى

الواعظة آمال غالب أكدت أن زيارة القبور خلال الأعياد وخاصة في عيد الأضحى تعد مستحبة شرعًا، حيث أكدت أن الهدف من زيارة القبور هو التذكير بالآخرة والاتعاظ بحقيقة الدنيا الفانية؛ فالزيارة جائزة ولا ترتبط بمناسبة أو وقت محدد، وذكرت أنه تم منع زيارة القبور في بداية الدعوة الإسلامية بسبب المظاهر السلبية والنياحة التي كانت تصاحبها، ومع مرور الوقت أُذن بها بشرط الالتزام بضوابط وآداب الزيارة.

الضوابط الشرعية لزيارة المقابر

بحسب ما أوضحته آمال غالب، فإن زيارة القبور تخضع لشروط وآداب للحفاظ على روح الزيارة وأهدافها الشرعية، حيث أضافت أن النساء أيضًا يمكنهن زيارة القبور بعد طلب السيدة عائشة رضي الله عنها، ولكن مع مراعاة الالتزام بالضوابط التي تشمل:

• الابتعاد عن النياحة والبكاء المبالغ فيه.
• عدم ارتداء الملابس الفاضحة أو التبرج.
• تجنب الاختلاط أو التصرفات التي تخرج عن وقار الزيارة.

هذا بجانب أهمية أن تكون الزيارة للتدبر والدعاء فقط دون أي خروقات قد تفقد الزيارة جوهرها الحقيقي.

أثر زيارة المقابر على العلاقات الروحية

أشارت الواعظة إلى أن زيارة القبور تحمل معاني كبيرة بالنسبة للزائرين والأموات على حد سواء، حيث قالت: “البكاء على الميت ليس محرمًا، بل هو رحمة”، وأكدت أن الأموات يشعرون بالزيارة ويفرحون بها كما يفرح الأحياء بالتزاور خلال العيد، هذا يعزز الروابط الروحية بين الأحبة رغم الفارق بين الحياة والموت، ويعكس مشاعر الوفاء والدعاء للموتى بما يناسب الأجواء الدينية المليئة بالخشوع في عيد الأضحى المبارك.

لماذا زيارة المقابر في الأعياد مستحبة؟

نوهت آمال غالب إلى الحكمة من زيارة القبور خلال الأعياد، فهي ليست فقط مناسبة للتواصل الروحي والدعاء للأموات، وإنما فرصة للاتعاظ والتذكير بالآخرة، خاصة أن بهجة الأعياد قد تجعل البعض يغفل عن هذه الحقيقة، لذا فإن التوازن بين استشعار فرحة العيد وزيارة الموتى يضفي بُعدًا معنويًا وروحيًا لهذه المناسبات.