شهدت الإمامة الزيدية في اليمن تحولات سياسية وفكرية ملحوظة عقب وفاة الإمام المنصور الحسين بن المتوكل القاسم تاسع أئمة الدولة القاسمية، حيث ورث الحكم أبناؤه، الذين حاولوا التقرب من علماء السنة المجددين بهدف الحفاظ على عروشهم، مستغلين موقف أولئك العلماء الرافض للخروج على الحكام، وقد انعكست هذه الظروف على مدينة صنعاء، التي عاشت في تلك الحقبة نهضة فكرية وثقافية قادها علماء مجددون أبرزهم العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني والعلامة محمد بن علي الشوكاني.
الإمام المنصور الحسين وتحول الإمامة الزيدية
الإمام المنصور الحسين وأبناؤه رفضوا النهج المتطرف الذي ساد المذهب الزيدي في الإمامة؛ فقد حاولوا الاستفادة من تقاربهم مع علماء السنة لإصلاح سياساتهم، ورغم أن هذا التقارب لم ينطلق من مبادئ دينية خالصة، بل كان هدفه سياسيًا بامتياز للحفاظ على كيان دولتهم، إلا أن النتيجة كانت تمهيد الطريق لإصلاحات فكرية وثقافية ساهمت في التخفيف من حدة التعصب السياسي والمذهبي الذي عُرفت به الإمامة الزيدية على مر العصور.
دور علماء صنعاء في تعزيز النهضة الفكرية
مقال مقترح وكالات الأنباء تكشف نوايا ميسي تجاه الأهلي.. النجم الأرجنتيني يخطط لشيء خاص أمام المارد الأحمر
صنعاء خلال تلك الفترة برزت كواحدة من مراكز النهضة الفكرية في اليمن بفضل جهود عدد من العلماء المجددين، مثل الصنعاني والشوكاني، حيث أرسى هؤلاء العلماء مبدأ نبذ التقليد والانتصار للعقل والاجتهاد، وذلك بمواجهة المذهب الزيدي الكهنوتي المهيمن، لم تكن جهودهم مقتصرة على المجال الديني، بل شملت أيضًا تهذيب سلوك الحكام وتوجيههم نحو قرارات أكثر عدالة في تسيير شؤون الحكم، وهو ما ساهم في تغيير مسار الإمامة الزيدية نحو التحديث النسبي.
المذاهب الزيدية بين الغلو والاعتدال
العديد من الباحثين يجمعون على أن الزيدية تتميز بالاعتدال مقارنة بمذاهب الشيعة الأخرى، غير أن فِرقًا كالجارودية أظهرت تطرفًا كبيرًا في عقائدها، وقد وصفت الجارودية بقيادة أبي الجارود بأنها فرقة متعصبة زعمت حصر الإمامة في ذرية الحسن والحسين، واعتبرت أن من خالفهم كافر يستحق الإقصاء، وذلك بما يتناقض تمامًا مع ما دعا إليه الإمام زيد بن علي الذي كان أكثر انفتاحًا وتقبلاً لمذهب أهل السنة والجماعة.
الغلو في الإمامة وأثره على الزيدية
تصاعد تأثير الجارودية والهادويين بشكل ملحوظ في تاريخ الزيدية، حيث اعتبروا الإمامة جزءًا أساسيًا من أصول العقيدة، وأسرفوا في تكفير كل من لا يعترف بنهجهم، بل إن الإمام الطاغية عبد الله بن حمزة قد أكد أن الزيدية هم الجارودية فقط، وهو ما جعل الإمامة الهادوية تحمل بصمات التطرف والغلو، معززًا بآراء ترفض غالبية الأمة الإسلامية؛ ومن هنا ظهرت خلافات بينهم وبين المذاهب الأخرى حول تعريف الإمامة وطبيعتها.
الهادوية كمذهب ديني وسياسي
المذهب الهادوي، الذي أسسه يحيى بن الحسين الرسي، انحرف عن مسار الزيدية الأصلي وتبنى النظرية الجارودية، حيث حصرت الإمامة في ذرية الحسن والحسين، واعتبرت أنها شرط أساسي للحكم ولتحقيق التوحيد، لم يكتفِ الرسي بتنظيراته فقط، بل أسس دولته الدينية بناءً على مبدأ الاصطفاء الإلهي، وحاول تأصيل هذه الرؤية بآيات وأحاديث موضوعة، مما عرّض هذا التوجه الرافض للاجتهاد والنقد لهجوم واسع من علماء معاصرين.
إعادة قراءة التاريخ الزيدي
تاريخ الإمامة الزيدية في اليمن مليء بتقلبات فكرية وسياسية واسعة، حيث تأرجح بين فترات تطرف وأخرى شهدت محاولات للتقارب والتجديد، أبرزها ما قاده علماء صنعاء المجددون، هؤلاء الأعلام سعوا جاهدين لتحرير الدين من سلطة الكهنوت العنصري، وتجديد الفكر الديني بما يتماشى مع مقتضيات العقل والتعايش السلمي، وهو ما جعلهم نماذج مضيئة في مرحلة مليئة بالصراعات والتعصب.
«مفاجأة صادمة».. السفير الأمريكي في اليمن يعلق لأول مرة على التعيين الجديد
كارثة مروعة.. شهداء وجرحى بسبب قصف إسرائيلي يستهدف منزلين في خان يونس
معتمد جمال يوجه رسالة لمجلس الزمالك ويؤكد أن الفريق ابتعد عن سباق المنافسة
«مفاجأة صادمة».. الزمالك يبدأ مفاوضات مع كولر وكريم شحاتة يكشف التفاصيل
افضل منصة تداول العملات الرقمية للمبتدئين والمحترفين: دليلك الشامل لاختيار المنصة الأنسب في 2025″
موعد صرف معاشات أبريل 2025 والخطوات المطلوبة للاستعلام عنها عبر الموقع الرسمي
تعرف على مواعيد قطارات الصعيد اليوم الجمعة 6 يونيو 2025 بما في ذلك المكيفة والروسي والتالجو
«تعرف الآن» قروض البنوك ترتفع إلى 8.786 تريليون جنيه بنهاية فبراير 2025