«تحولات صادمة» انسحاب الجيش في الجنوب اليمني وسيطرة الانتقالي تتوسع

عزز المجلس الانتقالي الجنوبي من توسيع نفوذه العسكري في مناطق شمال محافظة الضالع جنوبي اليمن، حيث تمكن من السيطرة التامة على مواقع ونقاط استراتيجية كانت تابعة للقوات الحكومية والمقاومة الشعبية في منطقة مريس، مما يعزز مكانة الانتقالي في هذه المناطق الحيوية ويفتح آفاقًا جديدة لفرض سيطرته الإدارية والعسكرية.

تعزيز نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي

شهدت منطقة مريس شمال الضالع خطوات تصعيدية من جانب قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك بعد اتفاق تم مع قوات الجيش والمقاومة الشعبية، حيث تسلمت قوات الانتقالي حوالي سبعة مواقع ونقاط عسكرية، أبرزها تلك الواقعة بين شمال مديرية قعطبة ومنطقة الزيلة، ما يعزز من إمكانياته في التحكم بالمناطق ذات الأهمية الاستراتيجية، وخصوصاً تلك التي تطل على الطرق الرئيسية التي تربط مدينة الضالع بمحيطها.

أهمية منطقة مريس الاستراتيجية

تمثل منطقة مريس قلبًا استراتيجيًا للمنطقة الجنوبية نظرًا لموقعها الذي يتيح التحكم بحركة المرور والتنقل بين محافظات الشمال والجنوب، وقد أسهم إعلان فتح الطريق الاستراتيجي بين دمت ومريس ومدينة الضالع في تسهيل حياة المدنيين وتعزيز التواصل التجاري، إلا أن سيطرة المجلس الانتقالي على هذه النقاط الحيوية تشير إلى احتمالية تعرف السكان على سياسات جديدة تتعلق بالجبايات التي قد تفرض عبر النقاط العسكرية المنتشرة على هذا الطريق، مما يعزز وضع الانتقالي ماليًا.

التنسيق العسكري بين القوى المحلية

أثمرت المناقشات الأخيرة عن تواجد قيادات عسكرية مؤثرة ضمن حملة السيطرة التي قادها المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث تواجد العميد أحمد قايد القبة ضمن القيادات التي أشرفت على عملية تسليم المواقع، ويُظهر هذا التواجد التنسيق العالي بين الحزام الأمني الذي يمثل الأداة العسكرية للانتقالي، وبين بعض القيادات السابقة في أجهزة الدولة الشرعية، مما يجعل الالتفاف الشعبي والعسكري حول الانتقالي أكثر وضوحًا وتأثيرًا في المشهد السياسي.

التحديات والتمركزات العسكرية في مريس

ما زالت منطقة مريس تضم مجموعة متنوعة من التشكيلات العسكرية، بما في ذلك ألوية من الجيش ومقاومة شعبية وكذلك قوات تابعة للمجلس الانتقالي، أما بالنسبة للهدف الأكبر فيبدو أنه ليس محصورًا في السيطرة على المواقع بل يمتد للحفاظ عليها تجاه أي محاولات خطرة من ميليشيات الحوثي، التي ما فتئت تسعى للاستيلاء على المنطقة منذ سنوات نظرًا لأهميتها الكبيرة لموقعها المطل على الضالع.

محاولات المجلس لتعزيز هيمنته العسكرية

تعكس هذه التطورات هدفًا واضحًا للمجلس الانتقالي الجنوبي بتوسيع نفوذه في محافظات جنوبية مهمة وتحقيق مكاسب على الأرض تؤمن له وجودًا دائمًا، وقد حاول المجلس أكثر من مرة تحقيق تقدم عسكري في هذه المنطقة، إلا أن الخطط الأخيرة جاءت بنتائج فعالة أدت إلى السيطرة الكاملة وإعادة تشكيل التوازن العسكري لصالحه، مع الاستمرار في تعزيز مواقعه لضمان استقرار نفوذه في هذه النقاط الحيوية.

إعادة تنظيم المناطق العسكرية

على خلفية هذه المستجدات، يُشار إلى وجود أنباء عن إنشاء منطقة عسكرية جديدة تشمل محافظات إب وذمار والبيضاء، حيث يتمركز قيادتها في قعطبة شمال الضالع مع قيادة اللواء 30 مدرع، ويؤكد هذا التحرك التنسيق المستمر بين القوات العسكرية المختلفة التي تسعى لحماية المكتسبات المحققة وضمان تعزيز الهيمنة على كامل الشريط الجنوبي الممتد بشكل استراتيجي.