«صراع الكواليس» فضيحة القرن تُجبر سيدة أعمال يمنية على إعادة 27 مليار ريال

قضت محكمة الأموال العامة في اليمن بإلزام سيدة الأعمال بلقيس الحداد بإرجاع مبلغ 27 مليار ريال يمني لما يزيد عن 100 ألف مساهم، بعد إدانتها في قضية “قصر السلطانة”، وهي واحدة من أكبر قضايا الاحتيال المالي في تاريخ البلاد، إذ تورطت الحداد إلى جانب مجموعة من الشركاء في إنشاء شركات وهمية تستهدف إغراء المستثمرين بمكاسب خيالية سريعة، مما أدى للإيقاع بآلاف المواطنين.

بلقيس الحداد ودورها في قضية قصر السلطانة

تعد “قصر السلطانة” واحدة من أبرز شركات الاحتيال التي تورطت فيها بلقيس الحداد وشركاؤها، حيث ركزت تلك الشركة كما غيرها من الشركات الوهمية على استقطاب الراغبين في الاستثمار المالي السريع دون تقديم أي أسس استثمارية حقيقية، وبلغ عدد الذين خُدعوا من قبل هذه الشبكة نحو 110 آلاف مساهم فقدوا أكثر من 66 مليار ريال يمني، واستنادًا على قرارات المحكمة، تم إدانة 76 متهمًا في تلك الجريمة الاقتصادية، ومن بين هؤلاء النساء كن يشكلن نسبة كبيرة تمثلت في 52 امرأة.

الشبكة الواسعة المتورطة في الاحتيال المالي

لم تقتصر عمليات الاحتيال التي قامت بها بلقيس الحداد والشركات التابعة لـ”قصر السلطانة” بل امتدت لتشمل شبكة مترامية الأطراف تضم نحو 14 شركة وهمية، مثل “فلافور تهامة”، و”إعمار تهامة”، و”الهاني للعسل” حيث تجاوز عدد الضحايا 160 ألف مساهم، بينما بلغت قيمة الأموال المنهوبة حوالي 160 إلى 200 مليار ريال يمني، ومن اللافت أن تلك الشركات طالما استغلت الظروف المعيشية الصعبة لبعض المواطنين ووضعت وعودًا زائفة تهدف إلى الإيقاع بهم.

محاكمات وتفاصيل محكمة الأموال العامة

شهدت محكمة الأموال العامة محاكمة صارمة لهذه القضية التاريخية المتعلقة بقصر السلطانة والشركات المرتبطة بها، وقد فرضت المحكمة عقوبات متنوعة على المتهمين شملت أحكامًا بالسجن قد تصل إلى عشر سنوات على بعضهم، بالإضافة إلى إلزام المتورطين بدفع تعويضات مالية ضخمة لاسترداد أموال المساهمين، ولا تزال هناك تحديات قانونية لإعادة الأموال المنهوبة كاملة لجميع المتضررين، مع تنامي دعوات شعبية لمحاسبة جميع الأفراد الضالعين في القضية دون استثناء.

كيف استغلت الشركات الوهمية المساهمين؟

تعتمد مثل هذه الشركات الوهمية كما في قضية قصر السلطانة على عدة أساليب لخداع المساهمين، تمثل أبرزها في تقديم وعود خادعة بالأرباح الضخمة والمضمونة، وإنشاء شبكات ترويج مضللة تشجع المواطنين على الثقة بتلك الشركات التي لا أساس لها من المشروعية، كما استهدفت تلك الشبكات فئات مختلفة من المجتمع ليقع المساهمون في شراكهم دون التأكد من خلفية الجهات المستثمرة، وهو أمر يستدعي تعزيز الوعي لدى المواطنين.

القائمة: أبرز الشركات الوهمية المتورطة

• قصر السلطانة
• فلافور تهامة
• إعمار تهامة
• الهاني للعسل

مبالغ الأموال المنهوبة

قضية بلقيس الحداد وقصر السلطانة ليست مجرد قضية فردية بل هي نموذج يعكس تحديات كبيرة تواجهها اليمن في مجال الرقابة على الاستثمارات المالية، ويرمز حجم الأموال المنهوبة وضخامة أعداد المتضررين إلى ضرورة تفعيل آليات محاسبة صارمة والتوعية بشأن مخاطر الاستثمارات الوهمية التي يمكن أن تستدرج المواطنين بطرق خادعة ومغرية.