«خطوة جريئة» تحركات مصرية نوعية لإزالة الخطر الحوثي ما الدور بين القاهرة وعمّان

في إطار التحركات السياسية الإقليمية، تبرز زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة كحدث هام في سياق العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة، حيث جاءت الزيارة ضمن محاولات إيران لتحسين موقعها الإقليمي بعد التحديات والخسائر التي واجهتها، وخاصة في لبنان وسوريا، وتزامنت مع تطلعات مصر لاستكشاف مدى تأثير إيران في الأوضاع الإقليمية، مما يعزز التعاون الإقليمي وتخفيف التوترات.

زيارة عباس عراقجي إلى القاهرة ودلالاتها

زيارة عباس عراقجي للعاصمة المصرية جاءت ضمن جولة إقليمية شملت القاهرة ولبنان، بهدف مناقشة القضايا المشتركة على المستويين الإقليمي والدولي، وقد تطرقت المباحثات مع المسؤولين المصريين إلى تعزيز العلاقات الثنائية، وكذلك القضايا الحساسة كالأوضاع في البحر الأحمر والتوترات في فلسطين المحتلة، علاوة على بحث سبل مواجهة مختلف القضايا التي تمثل تحديًا للمنطقة، حيث أكدت مصر من خلال اللقاءات أهمية التكاتف الدولي والإقليمي لتحقيق الأمن والاستقرار، مما يعكس طبيعة التعاون المصري الإيراني في معالجة الملفات الشائكة.

تأثير زيارة عراقجي على الأوضاع الإقليمية

تصاعدت أهمية الزيارة نتيجة للتحديات التي يمر بها البحر الأحمر، إذ أوضح الباحث السياسي لقاء مكي أن مصر تسعى من خلال هذه اللقاءات لمعالجة المشكلات ذات التأثير المباشر على عائداتها الاقتصادية، حيث خسرت مصر حوالي 7 مليارات دولار في عام 2024 بسبب التضييق على الملاحة في مضيق باب المندب، وقد يمثل هذا التعاون مع إيران وسيلة فعالة لحل الأزمة بوسائل سياسية ودبلوماسية، مما يعود بالفائدة على الاقتصاد المصري ويحد من التوترات في المنطقة، وهو ما يجعل هذه التحركات خطوة تسعى لتوفير استقرار استراتيجي.

البحر الأحمر وأولويات السياسة المصرية

التركيز على البحر الأحمر يعكس مدى تأثيره على المصالح الاقتصادية والسياسية لمصر، وقد أظهرت المباحثات مع وزير الخارجية الإيراني ضرورة إيجاد حلول للتحديات التي تهدد التجارة البحرية في مضيق باب المندب، حيث يرتبط استقرار البحر الأحمر بشكل وثيق بالنمو الاقتصادي للدول المطلة عليه، وتؤدي أي اضطرابات في هذا الممر المائي الحيوي إلى تداعيات سلبية على التجارة الدولية، ويتطلب ذلك شراكات إقليمية لمواجهة المخاطر وتحقيق الاستقرار، وهو الهدف الذي ركزت عليه المباحثات المصرية-الإيرانية.

دور الأمم المتحدة في تخفيف التوترات الإقليمية

سبق زيارة عباس عراقجي إلى القاهرة اجتماع وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي مع المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، حيث تركزت المناقشات على جهود الأمم المتحدة في العمل مع مختلف الأطراف اليمنية للتوصل إلى حلول شاملة للأزمة اليمنية، وشدد الطرفان على أن تقليل التصعيد والتوتر في البحر الأحمر يفتح المجال لتحقيق استقرار أكبر، كما أن التقدم في تلك المباحثات يعزز التطلعات الإقليمية والدولية في إيجاد حلول دائمة للأزمات المزمنة، خاصة تلك المرتبطة بالمصالح الاقتصادية والسياسية في المنطقة.

أهمية التعاون الإقليمي لتحقيق الاستقرار

التنسيق بين الأطراف الإقليمية، سواء عبر الزيارات الرسمية أو المباحثات مع المبعوثين الدوليين، يعزز من فرص حل الأزمات التي تعاني منها المنطقة، وتظهر زيارة عباس عراقجي إلى مصر نموذجًا يحاكي أهمية الدبلوماسية في تجاوز النزاعات والصراعات، وتفتح نافذة للتكامل الإقليمي لتحقيق المصالح المشتركة، كما أن التعاون في ملف البحر الأحمر يعكس الدور المحوري الذي تلعبه مصر في حماية استقرار المنطقة، ومواجهة التحديات التي تؤثر على أمنها القومي ومصالحها الاقتصادية.